التزوير باسم الدين
ها هو حازم أبوإسماعيل يدخل إلى السجن بعد ثبوت تهمة التزوير عليه، والتزوير في أصله نوع من أنواع الكذب الموثق، إذ أن الشخص لا يكذب بلسانه فقط ولكنه يكتب كذبه ليكون شاهدًا عليه أمام الجميع، وقد افتضح كذب حازم لأنه لم يحسن هذه المرة صناعة الكذب .. التي برع فيها في كل حياته ـ
وكان سبب عدم براعته هذه المرة هو أنه توهم أنه سيكون رئيس الجمهورية وأنه ليس في إمكان أحد أن يحاسبه على هذه الكذبة الموثقة، من أجل هذا جن جنونه عندما استبعد من السباق.. إذ وقع في خاطره أن جريمته الموثقة سيتم الكشف عنها يوما ما، ولكن الأمل عاد إليه بعد نجاح مرسي، فأصبح حليفًا له تابعًا لخيرت الشاطر يأتمر بأوامره، فدفع رجاله وأتباعه إلى محاصرة المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي، وإحراق مقر حزب الوفد، وعاث أبوإسماعيل في الأرض فسادًا.
وحين كنا في الإخوان ذات يوم تجمعنا اللقاءات والأنشطة كنا نطلق على حازم "ملك المعاريض" إذ كان يقول دائمًا عجبت لمن كذب وفي المعاريض مندوحة، أي أن المعاريض مباحة لنا، لذلك إذا أردتم أن تعرفوا شخصية الشيخ حازم أبوإسماعيل وطريقته في التفكير فيجب أن تعرفوا دروب وطرق "المعاريض" والمعاريض هي التعريض بالقول، والتعريض غير التصريح ويعني استخدام التورية، بمعنى أن يقول الشخص عبارة تحتمل أكثر من معنى، يقصد هو في نيته معنى ويترك المعنى الظاهر للمتلقي حيث يفهمه على نحو غير النحو الذي قصده، فمثلا عندما ذهب الشيخ الداعية الداهية حازم أبوإسماعيل ليقدم أوراق ترشحه في الانتخابات الرئاسية الماضية قال للصحفيين إنه حصل على ثلاثين ألف توكيل من الأقباط، وقد أثار هذا التصريح عجب البعض، وقال البعض ساخرا: لقد صبأ الأقباط وفارقوا دينهم الذي نشأوا عليه واتبعوا هذا الرجل الذي ظهر بين ظهرانينا.
أما أنا فقد قلت بثقة العارف: إن حازم كان صادقا ولكنه كان من البارعين في فن المعاريض، فالأقباط لغة وتاريخا تعني المصريين ولا علاقة لها بالدين، أضف إلى ذلك أن الإخوة من قادة التيار الإسلامي وفي القلب منهم حازم يطلقون على المسيحيين "نصارى" ويرفضون استخدام تعبير مسيحيين، ويقولون إنه لا يوجد دين اسمه المسيحية ولكن اسمه النصرانية، فإذا أراد الشيخ حازم وفقا لقناعاته أن يقول إن معه توكيلات من المسيحيين كان سيقول: معي ثلاثين ألف توكيل من النصارى، لذلك فإنه عندما قال معي توكيلات من الأقباط فهو لا يقصد العقيدة أو الدين ولكنه يقصد الجنسية أي معه توكيلات من المصريين، ولكن الشيخ حازم وقع في شر معاريضه إذ أنه لم يستطع التورية وهو يوقع على إقرار بعدم حصول والدته على جنسية أجنبية فأورد نفسه موارد السجون، ولله في خلقه شئون.