رئيس التحرير
عصام كامل

نائب أمين عام جامعة الدول العربية: سوريا دخلت إلى منعطف خطير.. نأمل تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية ودعم كامل للسلطة.. وتطوير الجامعة يتم دراسته وجاهز للعرض على اجتماع وزراء الخارجية في سبتمبر المقبل


قال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أن اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، والذي اختتم أعماله قبل قليل جاء بناء على دعوة من الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، وطرح فيه بعض الموضوعات على المجلس على مستوى المندوبين من خلال اطلاع المجلس على تطورات هذه الموضوعات وبعض الأمور التنظيمية.


وأوضح بن حلي في ختام الاجتماع أن الموضوع الأول، والذي ناقشه المندوبون الدائمون كان متعلقا بالقضية الفلسطينية، أين وصلت، ونتائج اتصالات الأمين العام سواء مع القيادة الفلسطينية، أو مع بعض الأطراف الدولية، في ضوء إعلان تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية.

المصالحة الفلسطينية.. بنود التنفيذ

وأضاف أنه" كان هناك ترحيب واسع وشامل من قبل المندوبين الدائمين بهذه المبادرة، وهذا الإنجاز آملين الالتزام بتنفيذ بنودها، كما أن الدول العربية أقرت بالالتزام بالدعم السياسي والمالي لإنجاح هذا المسعى، والمبدأ الذي كانت دائمًا ما تطالب به الدول العربية والشعب الفلسطيني".

وأشار إلى أنه كانت هناك أيضًا إشادة بالدول الأجنبية التي رحبت بمبادرة المصالحة، والتي تندرج أيضًا في إطار اعتبار ٢٠١٤ عام القضية الفلسطينية.

وأكد أن هناك تركيز عربي على القضايا الأساسية، فيما يتعلق بالقدس أو المستعمرات أو مرجعيات المفاوضات الفلسطينية، خاصة أن مدة المفاوضات المحددة بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي بالرعاية الأمريكية تنتهي غدًا، وكان هناك تساؤل حول ماذا بعد ذلك، وهذا متروك للقيادة الفلسطينية والتشاور بين الدول العربية في الفترة المقبلة حول دعم المسار الفلسطيني.

وفيما يتعلق بشبكة الأمان الفلسطينية قال إنه كان هناك تأكيد على جميع الدول العربية بأن توفي بالتزاماتها بالنسبة لفلسطين، وليس فقط فيما يتعلق بشبكة الدعم، والتي قيمتها ١٠٠ مليون دولار شهريا، وإنما أيضًا بمساعدة موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأشار إلى أن عددا من الدول العربية، ومن بينها الجزائر حيث أعلن نزير العرباوي مندوب الجزائر لدى الجامعة العربية، أن الجزائر ستقدم ١٥ مليون دولار غدًا، كمساهمة من جانبها، في حين أعلنت الكويت أنها ستخصص ١٥ مليون دولار لوكالة الإغاثة، وأن الدول العربية بدأت من اليوم الإعلان عن التزاماتها وإرساء الدعم المالي لشبكة الأمان، وذلك بعد أسبوع من مخاطبة الأمين العام للدول العربية بإيفاد التزاماتهم الخاصة بشبكة الأمان كموضوع عاجل وأساسي، إضافة إلى دعم موازنة فلسطين.

وأضاف بن حلي: "حان الوقت لأن ندعم المسار الفلسطيني، وأعتقد أن عودة الوئام ورأب الصدع على مستوى الجبهة الفلسطينية، والحديث عن المصالحة الفلسطينية، نشيد بالدول التي قامت بجهود، مصر، قطر، السعودية، فالفلسطينيون الآن قاموا ويقومون بما عليهم، كانت هناك جهود، للمصالحة، ولابد الآن من تجسيد الدعم العربي لمواجهة التحديات، وعلى الدول العربية مسئولية كبيرة للوقوف بشكل جدي وعملي مع فلسطين، سياسيا، ماليا، وإعلاميا، خاصة أنها بدأت تنتسب إلى بروتوكولات، واتفاقيات دولية، وهذا تحد آخر، وأعتقد هنا أن المجموعة العربية، والأمم المتحدة شكلت لجنة الآن لمتابعة التحرك العربي في الأمم المتحدة، مع المجموعات الجيوسياسية المختلفة، لدعم المسار الفلسطيني سواء فيما يتعلق بالقضايا السياسية أو فيما يتعلق بانتمائها للوكالات الدولية لأن هذا حق أصيل، ودولي بعد أن أصبحت فلسطين عضوا مراقبا.

سوريا دخلت منعطفا خطيرا 

وفيما يتعلق بالوضع السوري قال بن حلي، إن الدكتور نبيل العربي الأمين العام، وضع مجلس الجامعة العربية، والذي اختتم اجتماعه قبل قليل، المندوبين الدائمين في الصورة عن التحركات والاتصالات مع الأمين العام للأمم المتحدة، ومع المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي.

وأوضح أن الإبراهيمي لازال حتى الآن باق في منصبه، ولذا فان الأمين العام أجرى اتصال معه اليوم حول التطورات في سوريا.
وشدد بن حلى على أن سوريا دخلت للأسف في منعطف خطير الآن، فيما يتعلق بجمود المسار السياسي أو ما يعانيه الشعب السوري من الحاجة، والأضرار الخطيرة والفادحة لهذه الحرب العبثية، وأن الأمين العام بدوره قدم تقرير للمندوبين، حول المشاورات وما يمكن القيام به عربيا في هذا الموضوع.

وأشار إلى أنه لم تصدر اليوم أي قرارات حول سوريا وأن كل ما صدر عن المجلس هو البيان الخاص بالمصالحة الفلسطينية ودعمها، فكان طرح من الأمين العام لتسليط الضوء على ليبيا، كما أنه وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بالتشاور مع ليبيا، لوضعهم في الصورة حول ما تقوم الجامعة به بالنسبة لتحريكها لمساعدة الأشقاء في ليبيا لإعادة بناء مؤسسات الدولة، لم يصدر بهما بيان، لكن المندوبين أخذوا علما حول ما يتعلق.

لا تصور لـ جنيف 3

وفيما يتعلق بالحديث عن إمكانية عقد جنيف ٣ وإذا ما كان الاجتماع قد تطرق إليها قال: إنه لم يكن هناك تصور واضح، لكن الأمر طوح بشكل عام سواء حول الأمم المتحدة وما تقوم به، أو الاتصالات التي تقوم بها الدول العربية، مؤكدا أن الوقت غير مناسب للإعلان عما تقوم به الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فيما يتعلق بسوريا، ومسألة عودة مفاوضات الحل السياسي لأن الأمين العام لديه بعض اللقاءات المهمة في الأيام القليلة القادمة حول هذا الموضوع.

تطوير الجامعة والفرق الأربع

وفيما يتعلق بتطوير الجامعة العربية قال: إنه تم الاتفاق على استئناف الفرق الأربع، الميثاق، البعد الشعبي، أجهزة الجامعة بداية من ١٨ مايو، لمدة أسبوعين، وذلك تمهيدا لعرض على اجتماع وزراء الخارجية العرب في سبتمبر المقبل.

وفيما يتعلق بالبرلمان العرب يقال: إن هناك لبسا فيما يتعلق بالنظام الأساسي للبرلمان العربي القرارات الصادرة عن قمة الكويت في إطار تطوير الجامعة، مشيرا إلى أن الأمين العام شكل لجنة مشتركة بين الأمانة العامة والبرلمان العربي لبحث وإجلاء كل النقاط الملتبسة، ليكون البرلمان العربي كما عهد به دائمًا أحد الأجهزة التي تتحرك للأمام وتعزز وتدعم البعد الشعبي، خاصة في هذه المرحلة المهمة، بالبرلمان له دور هام في هذه الفترة والمسار الذي تسير فيه الاجتماعات العربية.
الجريدة الرسمية