هل انهارت مصر؟
سؤال يطرح فى الحلقات والندوات وإن كان فى صورة غير مباشرة أى أنهم يحاولون أن يلتفون حول هذه الحقيقة .. وقد يكون مرجع ذلك العديد من الأسباب أولها بالقطع الخوف الذى وصل إلى حد الهلع من مواجهة ذلك الواقع بمحاولة التهرب من الالتفاف حوله وقد يكون السبب الآخر هو التمنى فى أن يحدث ذلك الأمر والأمل الذى يعد جزءً من تركيبته النفسية للإنسان..
لذلك فهم يطرحون السؤال ؟ ثم يجيبون عليه من خلال مجموعة من المؤشرات والدلائل متذرعين بالعلوم والقواعد والظواهر التى يسردها العلماء حول مرحلة انهيار الدولة وزوالها فيكون أول هذه المؤشرات هو الانهيار الاقتصادى أو تراجع الأداء الاقتصادى متمثلاً فى العديد من المؤشرات كارتفاع معدل البطالة ومعدل الفقر وقلة السلع والخدمات وعدم القدرة على إشباع الحد الأدنى من الاحتياجات الاقتصادية الأساسية للمواطن كالمأكل والملبس والمأوى فلدينا من ينامون فى العراء ويسكنون القبور وهم أحياء منهم أحياء أموات أو العكس صحيح أموات وإن كان لهم صورة الأحياء، المؤشر الثانى هو الانقسام والفرقة ما بين صفوف الشعب وطأفنته من خلال زرع الفتن.
أى أن يصبح الشعب تربة خصبة ومرتعاً للفتن والطأفنة، والمؤشر الثالث سيادة العنف وارتفاع معدل الجريمة ويصبح العنف بكل أشكاله هو الصفة السائدة، والمؤشر الرابع هو الشعور بالاغتراب alienation أى أن يشعر المواطن بأنه قريب فى وطنه وأن هناك حالة من الانفصام بينه وبين السلطة السياسية، المؤشر الخامس أن يصبح هناك انقسام مؤسسى أى من خلال وجود قوات وتنظيمات تتخذ من العنف وسيلة فى التعامل مع بعضها البعض وهنا لا يصبح هناك سيادة للقانون وتصبح القوة وشريعة الغاب هى وسيلة الدفاع عن الحقوق.. ثم يعودون للاستفسار هل نحن لدينا أيا من هذه المؤشرات كلها أو لبعضها ثم يتركون الإجابة للقارئ أو المشاهد وهى بالقطع كلها قائمة وموجودة وتزداد يوماً بعد الآخر.. فنحن لدينا أزمة أقتصادية طاحنة مع نفاد الاحتياطى النقدى ولم نعد بقادرين على الاقتراض لسداد الاحتياجات الأساسية لعدة شهور وهناك أزمات فى الغاز والسولار ( الطاقة ) والسلع الغذائية الأساسية كالأرز والسكر والزيت قد تراجع رصيد إلى 50% كما نقرأ فى الصحف مع هروب المستثمرين فلا يمكن أن يكون هناك من يتأثر بأن يستثمر أمواله فى وسط أجواء يغيب فيها الأفق تماماً والاستقرار ومن هذا نقول إن مصر لم تنهر وكل يوم يزداد العنف والأحداث المروعة والصدامات ما بين الشرطة والثوار ويقع العديد من الضحايا..
ويبقى لنا فى النهاية التصريحات والمكلميات للقوى والتيارات السياسية التى قد لا تعبر عن من يتظاهرون أو الذى قد لا يكون بالضرورة ما يعتبرونه مطالب سياسية تعبر عن الشارع السياسى وأنها تحاول أن تكيف الأوضاع وتستغل ما يحدث فى الشارع الذى ضعفت روابطها معه على نحو كبير فى أن يحقق مكسباً سياسياً لها.