رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي "عز وجل" !


لا يختلف اثنان في مصر الآن على تناول الإعلام بمختلف وسائله لكل الأحداث التي تشهدها البلاد، فالجميع يتفق على أن الفضائيات أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها تعمل لتحقيق مصالحها، أو مصالح من يديرونها، حتى لو تعارض الأمر مع المصلحة العليا للبلاد، مما جعل الجميع يتفق على ضرورة إعادة النظر في الإعلام الحكومي والخاص والقائمين عليه، حتى لا نستمر في حالة الانفلات الأخلاقي والمجتمعي الذي نعيشه مؤخرًا، وبالتحديد منذ ثورة يناير.


ورغم غضب المصريين من هذه القنوات والأفواه التي احترقت وجوهها من كثرة الكذب والنفاق، إلا أن الانتخابات الرئاسية التي تنتظرها مصر خلال الأيام المقبلة، أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أن هذه القنوات أصبحت هي المحرك الأساسي لكل صغيرة وكبيرة في مصر، وأنها هي من تتحكم في اتجاهات الرأي العام، وأعني هنا تناول هذه الفضائيات لحملة المشير عبد الفتاح السيسي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، والذي ظللت كثيرًا أبحث عن خبر أو مداخلة أو حتى تعليق من إعلامي في أي قناة مصرية، يتحدث عن سلبيات حملته أو انتقادات لتحركاته أو ما شابه ذلك، مما يحدث مع المرشح المنافس حمدين صباحي، أو مثل ما حدث مع المرشحين في الانتخابات الرئاسية السابقة فلم أجد، لدرجة جعلتني أشعر بأن السيسي وأعضاء حملته تحولوا لآلهة، أو رسل لا تخطئ، ولا تتجمل.

ما زاد غضبي هو إقدام بعض وسائل الإعلام على إعلان موقفها مبكرًا من انتخاب السيسي رئيسًا، وبناء كل موادها الإعلامية على هذا الشأن، في حين ذهب بعضها للحديث عن ضرورة مساندة المشير في خططه التقشفية لإنقاذ البلاد من الكبوات والمصائب التي تمر بها، ولم يفكر أحد منهم في المشاكل اليومية التي يعيشها المواطن، من ارتفاع في الأسعار، وانقطاع للكهرباء، وقتلى في كل مكان، وحالة أمنية متردية في كثير من المناطق، علاوة على الكوارث الاقتصادية التي لا يفهمها الفلاح البسيط من ارتفاع الدين المحلي وانخفاض السيولة النقدية، وتدهور الاحتياطي النقدي، وزيادة معدلات التضخم، دون أن ينبهوا رئيس مصر القادم، بما يجب أن يفعله ليكفي المصريين شر هذه الأيام، ويقلل من أزماتهم ومعاناتهم.

الغريب أنك حين تتحدث مع أي شخص من محبي المشير، مهما كانت درجاته العلمية، تجده يدافع باستماتة ومستعد لقبول الأوضاع السيئة التي كنا نعيشها أيام المعزول محمد مرسي، وتحمل ما كان سببًا في خروجه ضد النظام السابق، من أجل عيون السيسي، ولكن الأغرب أن نفس هذه الأشخاص من الممكن أن تقطع علاقتك بها لمجرد انتقادك لتصرف ما للمشير، الأمر الذي جعلني أتعامل مع السيسي على أنه إله لا يمكن الاقتراب منه، وهو أمر خطير قد يعيدنا للعصور السابقة.

*بعيدًا عن السياسة:
_ صلح رئيس الزمالك وأحمد شوبير مجرد "هدنة" تسبق مشكلة جديدة أكثر عنفًا.

_ منع الشباب وبالتحديد مجموعات الألتراس من حضور المباريات "خيبة".

_ ياسر برهامي شيخ من زمن قريش.

الجريدة الرسمية