رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي وشاهين وقلة الأدب !


ليس مهما أن نتذكر الأمثلة الشعبية من عينة "نصف الكوب الفارغ " ولا الآيات القرآنية مثل " ولا تقربوا الصلاة" دون أن تكملها.. ولا قوله تعالي " ويل للمصلين " ومن دون أن تكملها أيضا..لأن سوء القصد وقصد السوء متوفران وبشدة في كل الأحوال..


أمس كنا أمام مشهدين في منتهى الأهمية.. الأول استقبال السيسي للرياضيين المصريين..رؤساء أندية وإعلاميين ورموز رياضية مهمة..لا نعرف نحن الجهة التي اختارتهم..لكننا نعرف أنهم ستون شخصا..اختار البعض من بينهم اثنين أو ثلاثة ليتفزلك ويتحزلق ليثبت أن السيسي يستقبل فاسدين مكروهين..ليس أكثر من اثنين أو ثلاثة..يتجاهلون وجود أسطورة كرة القدم المصرية وإلى الأبد محمود الخطيب..ويتجاهلون وجود محمد رشوان بطل العالم في الجودو وأسطورة عصره القريب..ولا حسن شحاتة صاحب أفريقيا ثلاث مرات متتالية.. ولا المجري مصطفى عبده قاطرة منتخب مصر..ولا فاكهة التعليق الرياضي محمود بكر..ولا باختصار باقي الستين..لأن سوء النية متوفر وبحرارة وبحماس بالغين !!!

يتحدثون عن الديمقراطية، ويتجاهلون أن ديمقراطية الأندية هي وحدها من جاءت برؤسائها..ولا دخل لأحد في اعتماد فلان أو علان رئيسا لهذا النادي أو ذاك.. وهو ما حدث في وضع الدستور..إذ تم اختيار ممثلين عن النقابات مثلا بصفاتهم - نكرر بصفاتهم - فلا ذنب للسيسي في وجود نقيب لا يعجب البعض..إنما لا ينفي ذلك كون المعيار - معيار الاختيار _ صحيح ومحايد وعام !

المشهد الثاني اليوم هو الاعتداء على حسن شاهين بطل تمرد السابق..فالرجل لم يكن من فاسدي الوطني ولا من لصوصه ولا حتى أعضائه..بل كان الرجل من بين مؤسسي تمرد..أي أنه من السابقين السابقين في معارضة مرسي والإخوان..والرجل لا يفوت فرصه للتهجم على السيسي..ربما يفعل ذلك في كل شاردة وواردة..ولكن كل ذلك لم يشفع له اليوم وكادوا أن يفتكوا به لولا ستر الرحمن الرحيم..لمجرد اختلافهم معه في الرأي ورغم أنه تراجع الآن عما يختلفون معه فيه!!!! فلم يعد في تمرد ولم يعد مؤيدا للسيسي!!!! والأهم: أنهم كانوا جميعا ذاهبين للتظاهر ضد قانون التظاهر !!! أي ذاهبون للاحتجاج ضد ما يرونه قمعا..ومصادرة للرأي والتعبير!!!!! والتعسف في التعامل مع الخصوم!!! وتكاد السطور السابقة أن تتحول إلى نكتة!!!

ما يدهشنا بحق أننا وحتى كتابة هذه السطور وقد تابعنا ردود الأفعال طوال اليوم..لم نر أي إدانة من أنصار شاهين لما جري معه!!!..بل تركوا الأمر كله ليتفرغوا للمشهد الأول !!!..الذي استقبل فيه السيسي رجلا أو أكثر لا يعجبهم من بين ستين شخصا !!!..ورؤساء أندية لا يرضون عنهم وربما لا نرضي عنهم نحن أيضا..لكن رضينا أم لم نرض ففي الأول والأخير لا ذنب للسيسي - الذي ليس وزيرا للدفاع الآن ويلقبونه بالأستاذ عبد الفتاح السيسي - في انتخاب الناس لهم ولا ذنب له في اختيار القائمين على الرياضة في مصر لهم لتمثيلهم في اللقاء..لكنه يا عزيزي وباختصار أخير: سوء القصد..وقصد السوء ولا حول ولا قوة إلا بالله !!!
الجريدة الرسمية