الأوبزرفر: لاجئو سوريا يفرون من وحشية «الأسد» ليواجهوا الظروف القاسية في لبنان.. مخيم اليرموك شاهد على بشاعة النظام السوري.. معاناة لاجئي اليرموك فاقت آلام الفلسطينيين عام 1982
أعدت صحيفة الأوبزرفر البريطانية تقريرًا عن اللاجئين السوريين الهاربين من مخيم اليرموك في سوريا إلى لبنان مع قصص رهيبة لمعاناتهم من وحشية النظام السوري.
واستعرضت الصحيفة قصص بعض العائلات الفلسطينية التي هربت من مخيم اليرموك إلى لبنان لمواجهتهم الموت وظروفا قاسية لتجد في لبنان ظروفا قاسية أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أم سمير إحدي الفلسطينيات الهاربات من مخيم اليرموك التي تسحب في يدها كيسا بلاستيك به ملابس وبقايا طعام، وقالت "إنها هربت قبل الفجر بعد تدمير منزلها لتتوجه إلى بيروت وكانت تتمنى أنها ترحل من مخيم اليرموك إلى وطنها فلسطين بعد 68 عاما لتعيش في المنفي بسوريا ولكنها وجدت نفسها في مخيم آخر في لبنان، ولم تكن تتوقع أن يحدث لهم ذلك في سوريا، فالعديد من بقوا ماتوا من الجوع ولم يرتكب النظام السوري تلك البشاعة في الشعب الفلسطيني، فقناع النظام سقط".
ورسمت الصحيفة صورة عائلة أم سمير الذين يمكثون في غرفة ولديها ابنة تدرس القانون وخمسة أطفال يجلسون في الأرض وكان أبو سمير يجلس وهو منحني ووجهه في الأرض بينما أم سمير تحول نظرها بسرعة بغضب وحزن.
وقال أبو سمير "إن الخيار الذي كان أمامنا لترك مخيم اليرموك هو مواجهة الموت حيث أجبرنا على ترك أطفالنا الخمس والهروب في جماعات صغيرة حتى لا يموتوا وسيكون المخيم شاهدا على الجرائم التي ارتكبت في حق الفلسطينيين مثل مخيم صبرا وشاتيلا وما فعلته الميليشيات المسيحية المتحالفة مع إسرائيل".
ونوهت الصحيفة إلى أن الكثير من اللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى لبنان يصرون أن معاناتهم فاقت معاناة الفلسطينيين في عام 1982 في لبنان وسيكون مخيم اليرموك شاهدا على البشاعة التي عاشوها في المخيم.
ولفتت الصحيفة إلى أن وكالة الإغاثة الأونروا كشفت عن حجم الكارثة بشأن مخيم اليرموك وقرار مجلس الأمن الذي طالب بتسليم المساعدات الإنسانية لجميع المحاصرين في الحرب السورية التي لا هوادة فيها، وبعد طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في الأسبوع الماضي تغيرت الكثير من الأمور في مخيم اليرموك ووصلت بعض الطرود الغذائية للذين في حاجة ماسة لها وهي المرة الأولى يصل لها الطعام فيه منذ 15 يوما.
وأفادت الأونروا أن المسئولين السوريين سمحوا بمرور ما يقرب من 700 طرد وكل طرد يوفر الطعام لما بين خمسة وثمانية أشخاص.