رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يمكن للمستخدمين حماية حساباتهم من ثغرة هارت بليد


تعرضت العديد من المواقع في مطلع هذا الشهر إلى "خلل برمجي" ضخم يدعى هارت بليد (Heartbleed).

ويعتبر هذا العيب كواحد من أكبر التهديدات الأمنية على الإنترنت على الإطلاق.


و أثّر الخلل في العامين الماضيين على العديد من المواقع والخدمات الشعبية كتلك التي نستخدمها يوميًا، أمثال البريد الإلكتروني الخاص بياهو وجي ميل والشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك.

وتشكل هذه الثغرة تهديدًا خطيرا للأمن كونها تترك فجوة مفتوحة تسمح للقراصنة بالدخول وتجاوز التشفرة بين المستخدم والموقع الإلكتروني الذي يتم زيارته، وبذلك يصبح القراصنة قادرين على كشف المعلومات الخاصة بالمستخدمين، بما في ذلك كلمات السر، والتفاصيل المالية والرسائل الفورية، بالإضافة إلى بيانات حساسة أخرى.

ومن المرجح أن يكون هذا العيب أثر على المستخدمين بشكل مباشر أو غير مباشر. والخبر السيئ أنه ليس هناك ما يمكن للمستخدم العادي القيام به لحماية نفسه.

فالمسئولية تقع على عاتق شركات الإنترنت لتحديث أجهزتها للتعامل مع هذه الثغرة، وبمجرد قيامهم بذلك، يتمكن المستخدمون من اتخاذ بعض الإجراءات والتي سيتم توضيحها.

وتتعلق هذه الثغرة بمجموعة مفتوحة المصدر من المكتبات لتشفير خدمات الإنترنت يطلق عليها أوبن اس اس أل (OpenSSL). وتمثل المواقع الآمنة 56 بالمئة من مجمل المواقع وهي أمثال مواقع الخدمات المالية كالبنوك ومواقع البيع على الإنترنت أو مواقع التواصل كالبريد الإلكتروني والشبكات الاجتماعية ويرجّح أن ما يقارب نصف تلك المواقع عرضة لهذه الثغرة. الخبر الجيد أنه لا توجد أي دلائل على قيام القراصنة باستغلال هذه الثغرة وعلى ما يبدو أن الباحثين كانوا أول من قام بتحديد هذه المشكلة.

وتم اكتشاف هذا العيب بشكل مستقل من قبل فريق من المهندسين الأمنيين في شركة كودينوميكون (Codenomicon) ونيل ميهتا، أحد أفراد الفريق الأمني في شركة ​​جوجل، الذي أبلغ لأول مرة فريق اوبين اس اس ال. ووجد فريق كودينوميكون هذا العيب أثناء عملهم على تحسين ميزة الحماية في أدوات اختبار الأمن وقدموا بلاغهم بهذا الخصوص إلى المركز الوطني للأمن المعلوماتي بفنلندا (NCSC-FI) للتنسيق وتقديم التقارير إلى فريق اوبن اس اس ال.

ما الذي يتوجب عليك فعله؟

أولًا، تحقق إذا كانت تلك المواقع التي تستخدمها قد تأثرت. إذا كنت لا تريد أن تضيّع وقتك في الاطلاع على قائمة طويلة من المواقع المعرّضة لهذه الثغرة، فبإمكانك استخدام الأداة التي طوّرتها شركة لاست باس (LastPass) والتي تتيح لك إدخال عنوان الموقع للتحقق إذا ما كان الموقع معرضًا للثغرة وما إذا كان الموقع قد أصدر تصحيحا للثغرة.
بإمكانك أيضًا (فحص) الموقع هنا. كما بإمكانك الاطلاع على القائمة التي أعدها موقع ماشابل (Mashable) بأهم المواقع التي تواصلوا معها لمعرفة ما إذا كانوا قد تأثروا بالثغرة وما هي الإجراءات التي قاموا بها.

ثانيًا، قم بتغيير كلمات السر الخاصة بك للحسابات الرئيسية كالبريد الإلكتروني، والخدمات المصرفية والشبكات الاجتماعية على المواقع التي تأثرت بالثغرة وقامت بتصحيحها وينبغي أن يشمل هذا التصحيح أيضًا إعادة إصدار أي شهادات رقمية قد تكون عرضة للخطر. وفي حال لم يقم الموقع المتضرر بتصحيح الثغرة ولم يتم التواصل معك لتغيير كلمة السر، عندها يتوجب عليك التواصل مع الشركة لمعرفة الموعد المرتقب للقيام بالتصحيح، وفي حال لم تجد أي استجابة فينصح بإلغاء حسابكم ومسح أي معلومات مهمة منه حتى يتم إصلاح هذه الثغرة.

ثالثًا، من المهم أن تنتظر للحصول على "ضوء أخضر" من الشركة أو الخدمة قبل تغيير كلمة المرور، وخصوصًا أن هذه الثغرة لازالت ظاهرة كما أن تغيير كلمات المرور في الوقت الراهن قد تكون ممارسة لا طائل منها، ويمكن أن تكون المواقع التي تزورها لا تزال لديها القابلية للتأثر أو يمكن أن تكون كلمة المرور الجديدة مسروقة.

رابعًا، في حال كنت تقوم بتشغيل أوبن اس اس ال على موقعك فيحتمل أنكم مصابون بهذه الثغرة ولإغلاقها يتوجب عليك فحص موقعك للتأكد من سلامته عبر الوسائل السالفة الذكر والمسارعة لتحديثها بأسرع وقت وإعادة توليد مفاتيح التشفير والشهادة عبر الموقع الذي قمت بالشراء منه.
الجريدة الرسمية