رئيس التحرير
عصام كامل

صاحب برنامج "يا تليفزيون يا" أول مسيحى يطل ببرنامجه فى رمضان عشرين عامًا.. رمسيس: الموهبة لا تعرف الدين.. والرئيس طلب منه رفع الوعى باستضافة العلماء والمثقَّفين

فنان الكاريكاتير
فنان الكاريكاتير رمسيس زخارى

بخطوطه البسيطة، دخل فنان الكاريكاتير رمسيس زخارى، قلوب وبيوت المصريين، ربما لا تعرفه الأجيال الجديدة، لكن يتذكر الجميع مذيع برنامج "يا تليفزيون يا"، ذلك البرنامج الذى استمر فترة تزيد على 20 عامًا على التليفزيون المصرى، استضاف فيه مئات العلماء والمثقفين والفنانين، معلمًا البسطاء فن الكاريكاتير، وكيف يختلط بالحياة العامة والمشكلات الحياتية.

ولد زخارى فى فبراير 1944 بمحافظة الجيزة، وبدأ مشواره الفنى بعد تخرّجه فى كلية التجارة، كرسام كاريكاتير بجريدة "روزاليوسف" التى انتقل منها إلى رحلة أكثر إبداعًا بمجلة "صباح الخير"، ثم خرج منها بفكرة برنامج "يا تليفزيون يا"، الذى نفّذ أولى حلقاته بالتليفزيون عام 1948، واستمر فى عرضه كل عام طوال عشرين عامًا، استضاف خلالها أشهر نجوم الفن والرياضة والسياسية، ورسم خلالها مئات اللوحات للشخصيات التى اسضافها، ليعكس من خلال لمساته الفنية انفعالات وحركات ضيوفه.
فتح زخارى نافذة صغيرة لفن الكاريكاتير، أطل منها مع ضيوفه على البسطاء الذين تجمّعوا حول شاشة "التليفزيون" لمتابعة أول برنامج تليفزيونى كوميدى ساخر فى شهر رمضان، يخلط الخطوط بالتعليقات الساخرة التى تحمل خفة دم صاحبها، واستمر فى تقديم برنامجه المتجدد كل سنة، مع الاحتفاظ بخطوطه الساخرة، سواء فى رسم الشخصيات أو الكاريكاتير، وبعدها عُرفت هذه النوعية من البرامج طريقها إلى التليفزيون.
لم يشعر يومًا بالتفرقة أو التمييز العنصرى، بل كان رأيه دائمًا "على حسب موهبتك هتاخد حقّك"، مستخدمًا فنّه للتعبير عن المواطن المصرى الكادح، ساخرًا بتعليقاته الطريفة على الواقع السياسى، كما رسم بريشته طريق "برامج رمضان" للأجيال القادمة.
بدأ حياته بالتمثيل فى فيلمَى "توت توت" و"الجبلاوى"، وشارك فى عدة مسلسلات، منها مسلسل "دموع فى صاحبة الجلالة" فى دور "المحرر البرلمانى".
وله فى المكتبة العربية 7 كتب باسم "يا تليفزيون يا"، وكتاب "حكايات ورحلات رمسيس يا"، واستعانت به وزارة السياحة فى تنشيط السياحة الخارجية، فسافر إلى ألمانيا ومكث فى الجناح المصرى لرسم الكاريكاتير للزائرين.
ويحكى زخارى عن برنامجه "يا تليفزيون يا"، قائلًا "الحقيقة أن فكرة عرض البرنامج تليفزيونيًّا لم تخرج منى، فقد كنت قبلها أقوم بعمل صفحتَى كاريكاتير فى مجلة (صباح الخير) منذ عام 1980 باسم (يا تليفزيون يا) عن المسلسلات، وقد وجدتا ترحيبًا من القراء، وفى أحد الأيام اتصل بى التليفزيون وطلب منى تحويل ما يُرسم فى المجلة إلى برنامج تليفزيونى، وطلبت الاستعانة بالمخرج تامر عبد الحميد، لكنه اعتذر لضيق وقته.
الفكرة بدأت بحضور النجم فى البرنامج، وأقوم برسم كاريكاتير له ثم يقوم بالتعليق عليه، بدأت بنجوم الفن، واعتمدت على علاقاتى فى حضور الفنانين للبرنامج، مثل عادل إمام ومحمود ياسين وشهيرة وفاروق الفيشاوى وغيرهم، واستمر البرنامج من 84 حتى 2000".
وأشار زخارى فى أحد حواراته إلى أنه لم يواجه أى مشكلة فى البداية بسبب أنه قبطى، وإنما واجهها فى النهاية، بسبب الإعلامية هند أبو السعود التى قالت له "أنت مالك ومال رمضان.. رمضان ده بتاعنا إحنا"، بالإضافة إلى اعتراضها على تقديم البرنامج فى نفس توقيت برنامج شيخ الأزهر الذى كان يُذاع فى نفس التوقيت على القناة الأولى.
بعدها تحدَّث معه الدكتور مصطفى الفقى، وكان مسئولًا وقتها عن مركز المعلومات فى رئاسة الجمهورية، وجاء قرار من الرئيس بنقل المخرجة هند أبو السعود قبل نهاية رمضان بأسبوع واحد.
وأضاف زخارى، فى إحدى المناسبات، "قالوا لى: هل تحب أن تجلس مع الصحفيين أم مع الفنانين، فطلبت أن أجلس مع الفنانين، فى استوديو 5 جاء الرئيس مبارك ليسلِّم على المشاركين فى المسلسل، وقال لى (إزيك يا رمسيس يا)، وسألنى عن برنامجى، كان متوقفًا فى ذلك الوقت، فقلت له (يا أفندم أنا بعيد عن البرنامج لتطويره)، ولم أحب أن أشتكى له، وكان وزير الإعلام، فى ذلك الوقت، صفوت الشريف يستمع إلى حوارنا، بعدها جاءنى اتصال من ممدوح الليثى يخبرنى فيه بأوامر الرئيس بإعادتى إلى البرنامج مرة أخرى، ورفع أجرى من 300 جنيه للحلقة إلى 1000 جنيه".
وأوضح زخارى أن الرئيس مبارك هو مَن طلب منه رفع الوعى عند المشاهد باستضافة علماء، فقام باستضافة الحاصلين على شهادات الدولة التقديرية وجائزة "مبارك" لمدة 4 سنوات فى البرنامج.
وبعد صراع طويل مع المرض رحل الفنان رمسيس زخارى، اليوم الثلاثاء، وستُقام الجنازة غدًا بكنسية قصر الدوبارة.

الجريدة الرسمية