رئيس التحرير
عصام كامل

سيناء الأرض المباركة


سيناء المباركة جزء من مصر المحروسة أرض المحبة والسلام والوحدة الوطنية.. أرض المقدسات والدعوات والتوحيد..أرض الوفاء..مهد الأديان... هذه الرقعة الشاسعة من أرضنا الحبيبة.. لما تمتاز به من خصائص طبيعية ودينية وحضارية فريدة، وتمتاز بأنها كانت شاهدة على أهم الأحداث التاريخية في الديانات الثلاثة: (اليهودية -المسيحية -الإسلامية) مثل خروج بنى إسرائيل من مصر ورحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر والفتح الإسلامى في مصر.


وورد اسم جبل سيناء في الكتاب المقدس 35 مرة وقد ارتبط اسم سيناء منذ القدم باسم موسى النبى الذي ولد في مصر وهو قريب المعنى من الاسم العبرى "موشى" أي منتشل من الماء.. إذ انتشلته ابنة فرعون من شاطئ نهر النيل العظيم، وربته.. فقد درس جميع فنون مصر العلمية والدينية ويقول الكتاب المقدس عن ذلك: "فتهذب موسى بكل حكمة المصريين" وفى العقد الرابع له ظهر له الله في صحراء جبل سيناء حيث رأى نارا في وسط شجرة العليقة.. والعليقة لا تحترق وموجودة حتى الآن في سيناء.. وفى هذه الأرض الطيبة موسى كلمهُ الله وأعطى له النبوة والقيادة للشعب اليهودى.

ولما قاد موسى النبى اليهود وخرج بهم من مصر ليصل بهم إلى فلسطين بدلًا من أن يصلوا في عدة أيام.. تاهوا في الصحراء " جبل سيناء " مدة أربعين سنة فأصبحت سيناء لهم أرض متاهة، وعقابًا على روح التذمر على الله التي سادت تصرفاتهم.. فرغم كل النعم الإلهية الممنوحة لهم كانوا يتذمرون على الله وعلى موسى النبى حينما يواجهون الضيقات.

وفى سيناء أعطيت الوصايا العشر على جبل سيناء.. تسلم موسى النبى ألواح الشريعة من الله التي تعتبر أساسًا للشرائع السماوية من النواحى الأدبية والأخلاقية إذ تحض على التمسك بالله الواحد القدوس وإكرام الوالدين والامتناع عن رذائل القتل والزنى والسرقة والشهوة وشهادة الزور "سفر الخروج".

سيناء والمسيحية:
اجتذبت سيناء المباركة بجبالها المرتفعة وصحاريها الشاسعة، محبي الهدوء والتأمل والوحدة وعاش فيها عدد كبير من النساك والمتوحدين، فمصر كانت مهد الرهبنة المسيحية في العالم.

سيناء والفتح الإسلامى:
سيناء كانت من أهم المعابر البشرية خلال القرون الأولى من الفتح الإسلامى من شبه جزيرة العرب للنزوح إليها والاستقرار بها مما شجع على انتشار الإسلام بين سكانها، وهناك المسلمون والمسيحيون معًا يعيشون في ود ومحبة وتآخٍ رائع.

وتعتبر سيناء من أهم المقاصد السياحية في مصر وتساهم بنسبة كبيرة من الدخل القومى.. وتنقسم شبه جزيرة سيناء إلى محافظتين وهما: شمال سيناء وعاصمتها العريش وجنوب سيناء وعاصمتها الطور، وسكانها بلغ عددهم أكثر من 550 ألف نسمة و98 % من سكانها من البدو.

سيناء أرض الفيروز:
لها سحر خاص في عقلى ووجدانى فقد زرتها عدة مرات من سنوات، زرت دير سانت كاترين وجبل القديسة كاترين الذي يبلغ ارتفاعه 2638 مترا أعلى جبال مصر وبتلك الجبال يقع دير سانت كاترين الكنيسة الأثرية الغنية بالمخطوطات والتي بناها جوستنيان عام 527 م وشجرة العليقة التي لموسى النبى، التي ورد ذكرها في الكتب المقدسة للأديان السماوية وزرت الوادى المقدس طور سيناء "جبل موسى" الذي بلغ ارتفاعه 2258 مترا، وجامع عمرو بن العاص الأثرى.

سيناء الحبيبة:
حقًا "اللي يسمع غير اللي يشوف" فالطبيعة هناك تعجز الكلمات عن وصفها الحقيقى.. ونقاء جوها شفاء للأمراض ومنظر الجبال وألوانها الطبيعية لن تجد لها مثيلا في أعظم اللوحات العالمية.. حقًا كل من يذهب إلى هذه الأماكن المقدسة يندهش من السكون والأمان النفسى والشعور بعظمة وفخر بلدنا الغالية وبكنوزها العظيمة.. ويكفينا شرفًا وبركة أن الله القدوس يقول عنها في كتبه المقدسة "مبارك شعبى مصر"

وأنا شخصيًا أعتبر أن يوم 25 أبريل من أهم الأيام في تاريخ مصر والوطن العربى يوم استرجاع أهم قطعة من أرض الوطن الحبيب بكفاح وجهاد وعرق ودماء رجال الجيش المصرى العظيم.. "مصر رجعت كاملة لينا" كما كانت منذ البدء.. حفظ الله مصر..
وكل عام ومصرنا الحبيبة وشعبها بخير.
الجريدة الرسمية