رئيس التحرير
عصام كامل

إبراهيم عيسى مسئول عن الأزمة الحالية


الانفعال والهستيريا والمراهقة السياسية كلها حال جانب كبير من الساحة السياسية.. تستقبله وتغذيه وتدفع إليه وتساهم فيه.. ومن دون استرسال في مقدمة كان ينبغي أن نسترسل فيها إلا أن قراء هذا المقال اليومي يشهدون كم كتبنا نطالب ونصرخ أن تسير خارطة الطريق كما هي.. وأن تبقى الانتخابات البرلمانية كما هي قبل الرئاسية وقلنا حيثياتنا وكلها كانت ردا على من طالبوا فجأة أن تكون الرئاسية أولا.. بحجة أن البلد في حاجة إلى رئيس..إلى آخر المبررات والتي حتى اللحظة بل وحتى شهرين قادمين ستبقى البلد من غير رئيس !


وقتها قلنا إن إجراء البرلمانية أولا لا يضمن احترام خارطة الطريق فحسب.. وإنما وهذا هو الأهم سيضمن استمرار وحدة كتلة القوى الوطنية التي قادت والتفت وأيدت وشاركت في ثورة 30 يونيو..وقلنا إن إجراء البرلمانية أولا سيضمن قدرة هذه القوى على دخول الانتخابات موحدة في مواجهة خروج السلفيين من السرب الوطني وتغريدهم بعيدا.. وربما تحالفوا مع فلول الإخوان.. وربما نافس فيها لصوص المال العام ومن هم قادرون على البلطجة فيها وهو ما يحتاج إلى استمرار وحدة هذه القوى..التي ستمزقها الانتخابات الرئاسية وستقطع أوصالها وستشتت شملها وستدخلها في معارك وتطاحن نحن في غنى عنه...وقد حدث بالفعل !!!

ربما كان الأستاذ إبراهيم عيسى الصحفي والإعلامي البارز من قاد هذه الحملة ووضعها في أجندته اليومية في برنامجه وصحيفته..وبعدها فعل الشئ نفسه في قضية التوكيلات الرئاسية مطالبا بتوقفها داعيا دون أن يدري إلى توقف أكبر تدريب عملي على الانتخابات نفسها بالتمرين على هزيمة السلبية في أكبر تنافس شريف ومتحضر في الأمر وليس كما طالب بالتوقف عما وصفه الاستعراض!!

إبراهيم عيسى نحبه ونحترمه ونظل في دائرة معجبيه وداعميه.. وقد كتبنا عنه مدافعين ومتضامنين ضد هجوم طائش من طائشين.. إلا أن ذلك لا يمنعنا أن ندعوه - وقدرته على التأثير كبيرة - إلى التفكير طويلا في كل دعوة يتبناها ويتحمس لها.. فلا زال بعض من الاندفاع القديم عند الرجل.. وبعض مما نعانيه لا يحتمل ذلك.. والنتيجة أمامكم.. فالكل يخاصم الكل.. والكل يتعارك مع الكل.. والكل ضد الكل !!
ولا حول ولا قوة إلا بالله !!!
الجريدة الرسمية