رئيس التحرير
عصام كامل

من أشرف مروان إلى رأفت الهجان.. كيف نجحت المخابرات المصرية في اختراق "الموساد".. تل أبيب تسعى لتشويه ثعالب مصر الماكرة.. الشوان عاد بـ 185 ألف دولار.. "الهجان" حطم "خط برليف".. و"حافظ" البطل المنسي


مع حلول ذكرى تحرير طابا، تعمدت إسرائيل محاولات تشويه رجال صنعوا الفرق، نجح جهاز المخابرات المصرية في ذرعهم داخل "تل أبيب"، من أشرف مروان إلى الهجان، رجال عملوا في خدمة وطنهم داخل بيت العدو، حققوا انتصارات الثعالب الماكرة بسلة معلومات ساهمت في انتصار الجيش المصري في حرب 73.


جمعة الشوان عاد بـ185 ألف دولار

أحمد محمد عبد الرحمن الهوان، أو كما يعرفه الشارع المصري بـ"جمعة الشوان"، والذي ذاع صيته بعد إذاعة المسلسل العربي الشهير دموع في عيون وقحة، والذي تناول أجزاء من حياته الاجتماعية وخدمة لوطنه كعميل داخل الموساد الإسرائيلي لصالح مصر.
ولد الشوان في 6 أغسطس عام 1939 وتربى ونشأ بمدينة السويس، التي اضطر إلى الهجرة منها هو وعائلته، بعد هزيمة يونيو 1967، سافر إلى اليونان وهناك تعرف على عدد كبير من الشباب والفتيات "الإسرائيليات"، وأقنعوه بالعمل لفرع شركتهم في القاهرة نظير مبالغ مالية كبيرة، وعلم بعدها أنهم من الموساد، وأعطوه مبلغ 185 ألف دولار، وضعوه داخل مكان سري في حقيبته، ثم ركب الطائرة المتجهة إلى القاهرة وكان خلال عودته يفكر في هذا المبلغ الكبير، إلا أنه قرر إبلاغ المخابرات المصرية.

وقد منح الموساد جمعة الشوان جهازًا خطيرًا ينقل الرسالة في 6 ثوان فقط، وطلب منه رجال الموساد السفر بالجهاز إلى القاهرة لنقل الأخبار من هناك، فرجع الشوان به إلى القاهرة وأهداه إلى المخابرات المصرية، وكانت أول رسالة بعثها إلى الموساد "شكرا لحسن تعاونكم معنا طوال الـ 11 عامًا من خلال رجلنا جمعة الشوان".

رأفت الهجان نقل تفاصيل خط بارليف

رأفت الهجان، والذي اعتبر من أشهر العملاء المصريين داخل إسرائيل، وكان له دور بارز في نقل المعلومات بعد هزيمة 5 يونيو 67 وحتى انتصار أكتوبر 1973.

ادعت وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخرا أن الهجان كان عميلا مزدوجا كان "عميلًا مزدوجًا"، جندته المخابرات الإسرائيلية لخداع المصريين.

رأفت الهجان هو الاسم الحركي للمواطن المصري رفعت علي سليمان الجمال، والذي ولد في1 يوليو 1927 رحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل أبيب، وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي؛ حيث قام ولسنوات طويلة بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة منها موعد حرب يونيو لسنة 1967 وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر سنة 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط برليف.

أشرف مروان ثعلب نقل المعلومات

أشرف مروان هو رجل أعمال مصري وهو زوج منى جمال عبد الناصر، ابنة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر. قتل في 27 يونيو 2007 إثر إسقاطه من شرفة منزله بلندن، اعتبرته الصحف العبرية أنه كان عميلا مزدوجا بعدما عرض خدماته على إسرائيل عام 1969 وظل يمدها في السنوات التالية بالمعلومات عن مصر والعالم العربي، وهي المعلومات التي وصفها مسئولون إسرائيليون بأنها لا تقدر بثمن، وادعت الصحف العبرية مؤخرا أن مروان أبلغ تل أبيب بموعد حرب أكتوبر إلا أن اللواء إيلي زعيرا، الذي طرد من منصبه كرئيس للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بعد فشل إسرائيل في التنبؤ بالحرب عليها، قال في كتاب صدر في العام 1993: إن إسرائيل فوجئت بالحرب؛ لأنها وقعت ضحية عميل مزدوج غير أنه لم يذكر اسمه في ذلك الكتاب، لكن الصحافة الإسرائيلية قامت بنشر اسم مروان.
وأشاد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بـأشرف مروان ووصفه بأنه كان وطنيا مخلصا، وقام بالعديد من الأعمال الوطنية لم يحن الوقت للكشف عنها، مشددا على أنه لم يكن جاسوسا لأي جهة على الإطلاق، ونفى أنه أبلغ إسرائيل بموعد حرب أكتوبر وذكر أنه لا أساس له من الصحة.

العقيد مصطفى حافظ.. زرع الرعب بتل أبيب

وصف بأنه من أخطر رجال المخابرات المصرية في إسرائيل قتل في يوليو 1956 بعد أن ارتطمت سيارته بلغم في قطاع غزة، كان بطلا من أبطال حرب فلسطين، وقاتل من أجل تحريرها، وكان يوصف حينها أنه أول رجل يزرع الرعب في قلب تل أبيب.
وحافظ كان له دور بارز في تدريب الفدائيين وإرسالهم داخل إسرائيل إلى جانب أنه كان مسئولا عن تجنيد العملاء وزرعهم داخل صفوف العدو الإسرائيلي ونقل المعلومات إلى المخابرات المصرية.

الاختراق الثلاثي

هم ثلاثة عملاء نجحت المخابرات المصرية في زرعهم داخل إسرائيل في وقت الحروب واعترفت إسرائيل نفسها بنجاح جهاز المخابرات المصرية في اختراق الحاجز الإسرائيلي وزرع عملاء داخل إسرائيل من خلال كتاب إسرائيلي يحمل عنوان "الجواسيس" من تأليف يوسي ملمان الصحفي بجريدة هارتس، وهو الكتاب الذي ظل ينتقل لمدة 3 سنوات ما بين الرقابة العسكرية والشاباك والموساد والأمان ثم نقل إلى دائرة الشئون الجنائية والأمنية في الادعاء العام الإسرائيلي لمراجعته وإقراره، ولم يتم الموافقة على نشره إلا بعد أن وافقت محكمة العدل العليا الإسرائيلية على نشره بحكم قضائي.

الجريدة الرسمية