هيفاء وهبي.. وتفاهة الصحافة اللبنانية
ترك الصحفيون المصريون كل ما يحدث في بلدهم، وتفرغوا لحياكة مؤامرة ضد الفنانة العظيمة هيفاء وهبى، تركنا مشاكل المياه والغاز وزيادة الأسعار، وتركنا مشاكل الفن بما يعانيه من إحجام المنتجين وقلة عدد الأعمال ورداءتها وتشريد المئات من العاملين في هذه المهنة، وأصبح همنا كله هو أن نحارب هيفاء وهبى.. هذه هي التهيؤات التي تعانيها الصحافة الفنية اللبنانية، التي تفرغت في اليومين الماضيين لكشف المؤامرة المصرية التي تهدف لـ "كسر قلب" بنت بلدهم في بداية مشوارها الفنى، بعدما قاربت النجة الشابة على إتمام عامها الخمسين، وكأن المصريين الذي نقدوا فيلمها المليء بالمشاهد العارية، يريدون قتل فرحتها ومحاربتها لأنها فنانة لبنانية، متناسين أن الفيلم مصرى، ومنتجه ومخرجه وكاتبه وكل أبطاله مصريون، ومتناسين أيضًا أن كل أفلام السبكى تتعرض لنفس الهجمة الشرسة من الصحافة المصرية التي تتهم السبكى بأنه تسبب في إفساد ذوق المشاهد منذ أن كانت هيفاء ما زالت تعمل فتاة إعلانات مغمورة.
الصحافة الفنية اللبنانية في السنوات الأخيرة أصبحت تبدع في تحويل أي مشكلة فنية يتعرض لها فنان لبنانى خارج بلده إلى قضية أمن قومى، وهو الأمر الذي تكرر مؤخرًا في عدة مناسبات، وبالرغم من أن الأمر يحدث لفنانين مصريين وخليجيين ومغاربة، إلا أن اللبنانيين وحدهم يرون أن تعرض فنانيهم لأى مشكلة خارج بلده هي مشكلة مفتعلة وحرب شنيعة ضد هذا الفنان خاصة وضد الفن اللبنانى عامة، وعند حل الأزمة في النهاية تجد أن الفنان اللبنانى أرقى من صحافة بلده الفنية بعدما يتحدث عن المشكلة في إطارها ولا يعطيها أكبر من حجمها.
وقد أظهرت مشكلة هيفاء الأخيرة الوجه القبيح للصحافة اللبنانية التي استغلت الأمر لإخراج حقد دفين لم يكن واضحًا من قبل تجاه السينما المصرية، ولا نعلم سببه حتى الآن، فقد حاول معظم الصحفيين اللبنانيين اظهار السينما المصرية وكأنها سينما بورنو مقننة، وأفردوا مساحات كبيرة في مواقعهم لاستعراض الأفلام المصرية التي احتوت على مشاهد عارية، وهم للأمانة لم يكذبوا ولم يختلقوا هذه الأفلام، فهى موجودة بالفعل، ولكن طريقة تناول الموضوع به من الحقد والسخرية ما يثير الاستغراب، وينتابك "القرف" عندما تجد الصحافة اللبنانية تسخر من فنانة مصرية مثل الراحلة مديحة كامل ومشاهدها العارية في بعض أفلامها، دون أن يراعوا أن هذه الفنانة توفيت، أو حتى أنها أعلنت اعتزالها الفن قبل وفاتها وندمها على هذه الأعمال، ومرة أخرى يخوضون في عرض فنانة أخرى ارتدت الحجاب واختفت عن الأنظار وأعلنت أنها نادمة على أعمالها الجريئة مثل سهير رمزى، وغيرهن من الفنانات، إنها حالة من القذارة الصحفية لم تكن متوقعة.
كنت سأتفهم موقف الصحافة اللبنانية وأختلق لها أعذرًا لتبرير هذا الهجوم لو كانوا يدافعون عن نجمة بحجم إليسا، أو نجم بحجم راغب علامة، لكن أن تكون بطلة المشكلة هيفاء وهبى؟! فهذا هو الأمر الذي يجعلنى أنظر للصحافة اللبنانية على أنها مصابة بمرض نفسى عضال، فهيفاء وهبى التي ظهرت على الساحة منذ أكثر من عشرة أعوام لا تملك أي رصيد فنى سواء في السينما أو الموسيقى، ولكننا إذا تحدثنا عن تاريخ هيفاء الحقيقى، فسنجده مكونا من دعاوى قضائية وخلافات مع بعض فنانى بلدها والدول المجاورة، ومجموعة تصريحات نارية، بالإضافة إلى فساتين جديدة ومجموعة صور عارية على موقع "إنستجرام"، ويا له من تاريخ فنى كبير!!
أما بالنسبة للصحفيين اللبنانين فأقول لهم، ادعوا لمديحة كامل بالرحمة، وادعوا أن يتوب الله عليكم كما تاب على سهير رمزى.