رئيس التحرير
عصام كامل

الإسلام والملحدون و"الجراثيم" التي في سوريا!


يترك أعداء الإسلام القرآن ليفتشوا عما يدين الإسلام في كتب التابعين وتابعيهم.. وهذه الأخيرة تجد ضالتها في المدسوس والضعيف من الحديث الشريف وكلها اختراقات يهودية مبكرة أسموها الإسرائيليات.. ورغم تنبؤ القرآن الكريم نفسه بذلك "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة" وهو تعبير دقيق وبليغ.. لذا تجدهم لا يقرأون القرآن أصلا.. بل يعرفونه من غيرهم.. وإذا قرأوا فباندفاع مسبق يريد في الأصل إثبات قناعات مسبقة لديهم..فتجدهم مثلا يتحدثون عن حض الإسلام عن العنف وكأنهم لم يقرأوا مرة واحدة قوله "ولا تعتدوا والله لا يحب المعتدين" وسبقها قوله "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم".


لكنهم ينتقون لك من بين سور القرآن لإثبات ما يريدون ففي سورة "محمد" مثلا يستشهدون بقوله "فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب" ويتوقف ليؤكد أن الإسلام دين العنف وأن الإرهابيين في سوريا وغيرها ينفذون الآية بحذافيرها.. وهنا يتجاهل بسوء نية وتعمد خبيث عدة أمور أهمها أن الالتقاء هنا التقاء قتال أصلا في المعركة ولم يكن وصفا بطبيعة الحال للقاء في مباراة لكرة القدم ولا في مباراة للشطرنج أو احتفالا بأحد الأعياد.. والأهم أن القتل جزاء لمن جاء ليقتل المسلمين وليس لمن جاء مهاديا أو زائرا أو ضيفا.. والأهم على الإطلاق أن أغلب التفسيرات تتحدث عن حديث الآية عن المشركين وليس أهل الكتاب كما أن الآية لها استكمالها الذي يوضحها أكثر وأكثر ولا يذكره ذاكروها مطلقا !

الأغرب أنهم لا يقتربون أبدا مما اختتم به رب العزة كتابه العزيز الحكيم في سورة التوبة وقوله في قانون إنساني عظيم "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون" والآية باختصار تعلمنا أن حتى في ظل الخصومة والعداء إن اسستنجد بك مشرك مقاتل فأدخله بيتك وأمنه وأطعمه مهما طال الأمر ثم إذا طلب أن تيسر له طريق العودة ومغادرة المكان أو المعركة فافعل.. ففي أثناء وجوده في بيتك ربما عرف الإسلام على حقيقته وتغيرت فكرته عنه!!!!!

أي ولا أروع معاهدة للحروب في العالم.. والآية تتحدث عن المشركين...وليس أهل الكتاب.. فما بالك بمعاملة أهل الكتاب؟ فما بالك ومابالكم بمعاملة المسلمين الذين يختلفون معك؟؟؟

يا سادة: افهموا الإسلام أولا..واقرأوا فيه وعنه أولا..فهذا كتابنا ينطق بالحق..وهو اليقيني القطعي..فلا تحتجوا عليه بالظني غير القطعي.. وهو الحجة على الجراثيم التي تقتل في سوريا.. وليس العكس ولا حول ولا قوة إلا بالله!!

الجريدة الرسمية