رئيس التحرير
عصام كامل

«إثيوبيا تواصل تحدي مصر».. «أديس أبابا» تعلن تمويل سد النهضة ذاتيًا.. خبراء: «مناورة هدفها بث الرعب لدى المصريين والوقت ليس في صالحنا».. رئيس وزراء إثيوبيا: مستعدون لمواج


أجمع خبراء مصريون في شئون المياه أن الأنباء التي نقلتها وكالة «رويترز» عن إقدام «أديس أبابا» على استكمال بناء سد النهضة بتمويل ذاتي «مجرد مناورة سياسية»، هدفها بث الرعب والقلق لدى مصر؛ المتضرر الأكبر من السد.


وكانت «رويترز»، ذكرت في تقرير لها قبل أيام أن إثيوبيا رفضت عرضا من القاهرة للمساهمة في تمويل السد وضمنت -أي إثيوبيا- بذلك سيطرتها على إقامة سد النهضة على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل.

وقالت إثيوبيا: إنها رفضت التمويل المصري لضمان عدم امتلاك مصر حق التدخل لوقف بناء السد، مؤكدة أنها ستمول بناء السد ذاتيا دون أي مساعدة من الخارج.

إثيوبيا تواجه القاهرة

وحسب وكالة الأناضول للأنباء، فإن رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، قال، اليوم، في خطاب له أمام البرلمان: إن بلاده أتمت 32% من مشروع سد النهضة، وإنها مستعدة لأي مواجهات تختارها الحكومة المصرية، وأن إثيوبيا تمول السد اعتمادا على قدراتها الذاتية.

وقال السفير أحمد حجاج، مساعد وزير الخارجية الأسبق، الأمين العام للجمعية المصرية الأفريقية لـ«فيتو»: منذ بداية إدراك إثيوبيا أنها لن تنجح في الحصول على تمويل خارجي لبناء السد، خططت لمنح صكوك للموظفين، تستقطع من مرتابتهم لتمويل المشروع الضخم، ولكن هذا يمثل عبئا ثقيلا على الإثيوبيين؛ لأن مرتباتهم متدنية أصلا، ولن تقدر على سد نحو5 مليارات دولار، يتكلفها بناء السد.

خبير: أديس أبابا تكسب وقتا

أما أحمد فوزي دياب، كبير خبراء المياه بالأمم المتحدة، أستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء، فرأى أن الحديث عن تمويل إثيوبيا للسد «لا يخرج عن كونه مناورة سياسية وطريقة جديدة لإدارة الصراع لكسب مزايا في إدارة المفاوضات مع القاهرة».

واعتبر الخبير المائي أن «إثيوبيا تنفذ أجندة دولية، مقصود منها التضييق على مصر التي يجب عليها التحرك لوقف بناء السد الذي سيكون له عواقب وخيمة على البلاد».

من جانبه، قال الدكتور حلمي شعراوي، الرئيس السابق لمركز البحوث الأفريقية والعربية: إنه لا يمكن لإثيوبيا بناء السد دون مساعدات خارجية، مضيفا: «مثل هذه المشروعات الكبيرة لا تستطيع أي دولة أن تمولها بمفردها، وتحتاج إلى مساعدات من دول أخرى».

وأضاف: مصر من الممكن أن تسهم في بناء السد لضمان عدم إضراره بها، وقد سبق أن حدث ذلك مع أوغندا، فقد مولت القاهرة مشروع سد «أوين» بالتعاون مع أوغندا، وفعلت نفس الأمر مع السودان».
الجريدة الرسمية