رئيس التحرير
عصام كامل

احذري.. ارتفاع درجة حرارة طفلك مؤشر خطر


من المتعارف عليه أن درجة حرارة الجسم الطبيعية 37 درجة مئوية، ونعتبر أن درجة حرارة الجسم بدأت في الارتفاع حينما تزيد عن ذلك، كما أن الأم أحيانا كثيرة لا تعرف سبب ارتفاع درجة الحرارة وما هي درجة خطورتها، وكيفية التعامل معها في الحال.


يقول دكتور «خالد المنياوي» -أستاذ ورئيس قسم صحة الطفل- بالمركز القومي للبحوث إن ارتفاع درجة حرارة جسم الإنسان بصفة عامة والطفل بصفة خاصة تعني زيادة في حركة خلايا الدم البيضاء والخلايا الأكولة لتهاجم الميكروبات التي تهاجم الجسم.

ويؤكد دكتور المنياوي أن ارتفاع الحرارة يعد دليلًا على أن الجهاز المناعي للجسم يعمل في إطار جيد ضد أي ميكروبات دخيلة على الجسم، وارتفاع درجة حرارة الطفل إما أن تكون لفترة طويلة أو تكون لفترة قصيرة، وتلك التي تنتج بسبب التهاب يصيب الطفل.

يضيف دكتور المنياوي أنه يجب أن نصنف كل نوع من أنواع ارتفاع درجات الحرارة كالتالي:

ارتفاع درجة حرارة الطفل لفترة قصيرة: «أقل من 7 أيام»: وهي إما أن تكون بسبب التهابات بؤرية بسيطة: كالتهابات الجهاز التنفسي العلوي مثل اللوزتين والتهابات الأذن الوسطى والجيوب الأنفية والشعب الهوائية، أو نتيجة لالتهابات بالجهاز الهضمي كالتهابات المعدة والنزلات المعوية، أو التهابات الجهاز البولي مثل التهابات مجرى البول والتهابات المثانة، وقد تكون بسبب التهابات جلدية كالتهابات الأنسجة أو الدمامل والخراريج. وهذه الالتهابات يمكن تشخيصها بسهولة عن طريق الكشف الأكلينيكي الظاهري وبعض الفحوصات المعملية أو الأشعة في بعض الأحوال.

أو قد تكون بسبب التهابات بؤرية خطيرة كالتهابات السحايا والذي يصاحبه اضطراب في درجة الوعي لدى الطفل وتشنجات عصبية وارتفاع في ضغط السائل النخاعي والمخي، أو بسبب الالتهابات الرئوية ويصاحبها ضيق بالتنفس، كما يمكن أن تحدث مع التهابات الغشاء البريتوني ويصاحبها انتفاخ بالبطن وتورم، أو التهابات بالعظام والمفاصل.

وإما أن تكون التهابات ليست لها بؤرة محددة ” Non specific simple fever ”
والتي تصاحبها عادة فقدان للشهية وقلة في النشاط والحركة وتغيير في الحالة المزاجية للمصاب وهذه إما أن تكون بسبب التهابات فيروسية وفيها تكون ارتفاع درجة الحرارة منخفضة أو بكتيرية وفيها يكون ارتفاع الحرارة عالية أو التهاب تسممي بالدم ويكون فيها ارتفاع الحرارة شديدًا جدًا.

ارتفاعات الحرارة والتي يصاحبها طفح جلدي
20% من هذه الحالات بسبب التهابات بكتيرية خطيرة منها التهابات الأغشية السحائية والحمى الشوكية، والتهابات بكتيريا الـ Staphylococci وعلاج هذه الحالات يجب أن يتم داخل العناية الخاصة أو مناطق للعزل بالمستشفيات ويجب إجراء فحوصات معملية مهمة كأخذ عينة من الدم وأخذ عينة من السائل النخاعي وعمل مزرعة لهما ويتم العلاج في أغلب الأحوال بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد مع المتابعة السريرية خلال فترة العلاج.

ارتفاع الحرارة لفترات طويلة والتي تستمر لفترة من 10 إلى 14 يوما
وتكون المسببات الرئيسية لهذا النوع من ارتفاع درجات الحرارة هي الالتهابات البكتيرية كالإصابة بميكروب السالمونيلا والمسبب لمرض التيفود والباراتيفود، وميكروب البروسيللا والمسبب للحمى المالطية وميكروب الدرن وقد يكون أيضا بسبب خراج أو صديد بأغشية الكبد أو الكلى أو القلب. وقد يكون بسبب التهابات فيروسية كالتهابات الكبد الفيروسية، أو نتيجة الإصابة بالديدان والطفيليات كميكروب التكسوبلازما والملاريا. أيضا يمكن أن نرى هذا النوع من ارتفاع الحرارة في حالات الالتهابات الروماتيزمية والروماتويد والذئبة الحمراء وفي أحيان يمكن أن نراها لا قدر الله في حالات الأورام كسرطان الدم واللوكيميا والليمفوما.

وينصح بأهم ما يجب أن تعلمه الأم هو إذا حدث ارتفاع بدرجة الحرارة لطفلها فعليها إعطاؤه خافضا للحرارة سواء كان عن طريق الفم أو الشرج والذهاب فورًا لأقرب طبيب أو مستشفى لتشخيص سبب ارتفاع الحرارة ولإنقاذ الطفل من تبعات المضاعفات الضارة والتي قد تصاحب بعض الأسباب التي تؤدي لارتفاع الحرارة.

الجريدة الرسمية