طائرات واشنطن والإخوان
لم تقرر واشنطن الإفراج فقط عن عشر طائرات أباتشي كانت قد قررت تقديمها لمصر بعد تجميد دام نحو عشرة أشهر، وإنما تعتزم قريبا أيضا الإفراج عن نحو نصف المساعدات العسكرية التي سبق أن جمدتها بعد ٣٠ يونيو وتبلغ قيمتها نحو ٦٥٠ مليون دولار.
هذا ما كشفت النقاب عنه المتحدثه باسم الخارجية الأمريكية قبل ساعات قليلة من لقاء مهم ضم مدير المخابرات المصرية اللواء محمد فريد التهامي ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري.. غير أن ما لم يفصح عنه المتحدث باسم الخارجية هو هل يعد ذلك تغييرا في الموقف الأمريكي تجاه مصر، وتحديدا هل يعد رجوعا إلى الحق وعدولا أمريكيا عن دعم جماعة الإخوان في مصر، أم أن ذلك القرار الأمريكي الجديد اضطرت إليه واشنطن خشية أن تمضي مصر في علاقاتها عسكريا مع روسيا إلى مدى أكبر وأبعد ؟
والأغلب أن أمريكا البرجماتية سوف تتعامل مع مصر الجديدة التي لا مكان للإخوان فيها على الساحة السياسية لأن مصالحها تفرض عليها ذلك، لكن واشنطن حتى الآن لم تعطِ ظهرها بعد لجماعة الإخوان.. فهي لم تعتبرها إرهابية أو حتى لم تفعل مثلما فعلت لندن بمراجعة الموقف منها، وما زالت أيضا لا تقبل - كما تعلن- بالمحاكمات الدائرة لقادتها وكوادرها التي تورطت في ممارسة العنف لأنها لا تشاطرنا يقيننا بأن الإخوان إرهابيون.