رئيس التحرير
عصام كامل

لا تقتلوا المعارضة


يخطئ من يعتقد زورا أن أي نظام ديمقراطي من الممكن أن يعيش ويتنفس بشكل طبيعي دون معارضة، فهى بمثابة الروح من الجسد، والأنظمة التي حاولت أن تعيش دون معارضة لم يكتب لها البقاء ورحلت قبل أن ترسخ دعائم حكمها..

 وللأسف الشديد يحاول البعض حاليا أن يصور للعامة أن المعارضة شر مطلق، وأنها من أسباب بلاء الأنظمة وسر تراجع الدولة ومواطن ضعف البلاد، وأننا لا نحتاج لمعارضة في الدولة الجديدة من أي نوع، وأن المعارضة في مصر لا تتجاوز أن تكون ديكورا في كل الأنظمة السابقة، وكانت أقرب إلى النظام منها إلى المعارضة، ولا يوجد أحد ينكر هذا، فمعارضة نظامى مبارك والإخوان كانت تدار من خلال النظام نفسه والأدوار موزعة على الأحزاب.. وكل رئيس حزب يحفظ دوره جيدا ولا يمكن أن تخونه ذاكرته.

أعرف جيدا أن قطاعا كبيرا من المصريين فقد الثقة في كل من يتحدث باسم المعارضة وثورة 25 يناير، لما أثبتته الأيام بعد ذلك من تلقى تمويلات وتسجيلات بالصوت والصورة لعدد من مدّعى الثورة، ولكن ليس كل مدعى الثورة عملاء وليست المعارضة جميعا شرا مطلقا، وبسبب هذا الخلط يحاول البعض من أصحاب المصلحة إقصاء المعارضة من المشهد السياسي وتصوير الأمر على أن كل من ينتمى إلى المعارضة خونة يجب استبعادهم من الصورة، وهذا خطأ كبير سيدفع ثمنه الجميع.. فمن يطالب باستبعاد المعارضة وقتلها يعتقد خطأ أن هذا صك الوطنية الذي يجب أن يرفعه الجميع في وجه كل من ينادي بتمكين المعارضة، وإذا انخدع الرئيس الجديد بهذا الخطاب التحريضي ضد المعارضة، فسيدفع ثمن هذا وسنعود لما قبل ثورة 25 يناير.

نحن لا نريد المعارضة الممولة التي تبحث عن مصالحها وتعمل لتنفيذ أجندتها، نحن نريد المعارضة التي تبحث عن مصلحة المواطن وتنفيذ أجندة الوطن.. فلا تحرمونا منها، وأعتقد أن الرئيس القادم سيكون أكثر سعادة من الجميع بوجود معارضة حقيقية وليست ديكورا.
Essamrady77@yahoo.com
الجريدة الرسمية