بئس "الميادين" يا حمدين
أشفقت على مرشح الرئاسة حمدين صباحي، خلال متابعتي احتفال عيد القيامة المجيد، فبعد أن صفق الحضور حين أعلن البابا تواضروس عن حضور صباحي القداس، وجدت لا وجه للمقارنة مع دوي التصفيق والهتاف المصاحب لذكر اسم المشير السيسي الذي زار الكاتدرائية صباح اليوم نفسه، ما انعكس ابتسامة مريرة على وجه حمدين، الذي لم يكلف نفسه التصفيق للمشير السيسي حتى لو على سبيل المجاملة. ومع أن الملايين شاهدوا عبر التلفاز رد فعل صباحي، إلا أنه أنكر في إطلالة متلفزة إحساسه بالغيرة مما حدث مكتفيا بأمنيته أن يحظى بالشعبية ذاتها.. لكن يبقى السؤال كيف ينال صباحي الشعبية الجارفة في الوقت الذي تتناقض فيه الأقوال مع الأفعال.
صباحي أكد غير مرة أن حملته ممنوعة من الإساءة للسيسي، لكن تصريحاته اقتصرت على الشعارات والهجوم على المشير السيسي، في مغازلة واضحة ورخيصة لأصوات الجماعة الإرهابية وعملاء "6 إبريل" وأنصار البرادعي، ولأن السيسي قامة وقيمة وتاريخ ناصع البياض. لم يرد ولم يلتفت لهجوم الصغار.. وحين يأس صباحي من الرد عليه، دعا المشير إلى مناظرة علنية وهي لا تجوز، لأن المناظرة يتواجه فيها أناس على سوية واحدة. لكن في الحالة التي نحن بصددها، فإن صباحي يطرح نفسه على الشعب لعل وعسى ينال الأصوات. أما المشير السيسي فقد خرجت الملايين في المحافظات لتفويضه ومطالبته بالترشح لرئاسة مصر، فهو البطل الذي ضحى بنفسه وأنهى حكم "الإخوان" استجابة لإرادة الشعب.
تحدث حمدين كثيرا عن دعم أسرة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر له، لكن عبدالحكيم عبدالناصر أكد أن الأسرة متفقة على تأييد السيسي، وقبل أيام أطلت ابنة عبدالناصر مؤكدة على أن مصر تنتظر السيسي منذ أكثر من 40 عاما، وتساءلت عن مصادر تمويل حملة صباحي، باعتباره رئيسا لحزب فقير، كما استنكرت تناقضات حمدين، إذ تحالف مع "الإخوان" وحزب "الوفد" وهما ألد أعداء الناصرية.
وتكرر نفس الأمر مع عائلة الفريق سعدالدين الشاذلي، لتنفي ابنة الشاذلي ما تشيعه حملة حمدين وتؤكد على دعم السيسي، لأن الوضع المصري خطير ويحتاج قائدا عسكريا يحظى بشعبية جارفة، وبعدها بأيام ذهبت أسرة الفريق الشاذلي مجتمعة إلى مقر حملة المشير لتسليم توكيلات تأييده.
صباحي أدمن "الإعلام" وبات ضيفا دائما على الفضائيات المصرية والعربية، لكن لماذا يطل عبر قناة "الميادين" العائدة لحزب الله، وهو يعلم أن "حزب الله" عميل إيران وجزء من مؤامرة هدم مصر، وأن ميليشياته لها يد في كثير من العمليات التخريبية لنشر الفوضى في بلدنا. ولم يكتف حمدين بالإطلالة عبر شاشة من يريد السوء بمصر، بل اتهم المشير السيسي بأنه "وفر الغطاء لعودة نظام مبارك وأن حملته تضم كل رموز الفساد"، وهو بهذا يهين ملايين يؤيدون المشير.!!
عجز صباحي عن جمع 25 ألف توكيل لإعلان ترشحه، وأنقذه انضمام حزب "الدستور" إليه، ما يعني أن البرادعي يقف وراء التأييد واستكمال التوكيلات المطلوبة وتوفير تمويل مالي لصباحي، تماما كما حدث مع "الإخوان"، فإذا كان تأييد الغرب وأمريكا للجماعة الإرهابية فشل، فإن البرادعي أوجد لهم البديل الذي لا يهمه سوى السلطة وكرسي الرئاسة، بدليل أن حمدين يدعو إلى عفو رئاسي عن قيادات "6 إبريل" وكأنهم فوق القانون، كما يطالب بإلغاء قانون التظاهر، ما يؤكد أن حمدين مع الفوضى وضياع هيبة الدولة. وقبلها رفض صباحي أحكام القضاء ضد أعضاء "6 أبريل"، لكنه احترم نزاهة القضاء نفسه حين نالت ابنته البراءة في قضية النصب الإلكتروني، فأي مواقف ومصداقية ننتظرها من حمدين؟.. وأي ميادين تلك التي يلجأ إليها المرشح الرئاسي وقيادات حملته الانتخابية؟!!