رئيس التحرير
عصام كامل

كاتب إسرائيلى: تل أبيب تنظر للمصالحة بين فتح وحماس كونها تخلى عن المفاوضات.. تزايد المخاوف الإسرائيلية من الاعتراف الدولى بفلسطين.. ومصر تسمح لـ"أبو مرزوق" بالعبور من رفح دعما للمصالحة


يجرى في الوقت الراهن حراك فلسطيني من أجل المصالحة بين فتح وحماس، وسط لقاء يجمع اليوم الثلاثاء بين وفد من كلا الجانبين في غزة، لبحث المصالحة وإنهاء الانقسام بين الحركتين، وذلك في ظل تصعيد إسرائيلى وتعجب من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بسبب الحديث عن مصالحة وسط تهديدات بحل السلطة.


وقال الكاتب الإسرائيلى "تسيفى بارئيل" أنه في ظل الجمود السياسي والصراع الدائر منذ عام 2007 بين فتح وحماس، والتقى وفد من كلا الجانبين أول أمس الأحد في مصر من أجل المصالحة.

تقدم ملموس في المصالحة
وتساءل "بارئيل" في تقرير نشر بجريدة "هآارتس" العبرية، اليوم الثلاثاء، "هل سيتحقق اتفاق المصالحة الذي وقع بين فتح وحماس مايو 2011؟"، موضحًا أن التقارير المصرية تشير إلى أن هناك تقدما ملموسا في المصالحة بين الجانبين.

واعتبر الكاتب الإسرائيلى أنه إذا توصل الطرفان بالفعل إلى اتفاق مصالحة، فإن إسرائيل يمكنها أن تنظر إلى ذلك بأن السلطة تخلت عن المفاوضات السياسية بشكل متعمد، واستخدام المصالحة كذريعة لوقف عملية السلام.

واستطرد قائلا إنه في الوقت ذاته يمكن لـ "أبو مازن" أن يعرض نفسه باعتبارها الممثل الشرعي لجميع أجزاء الدولة الفلسطينية، وبالتالي سيعزز ذلك طلبه بالاعتراف الدولى بفلسطين.

وتابع بأنه في ظل الحديث عن المصالحة مع حماس، فإن موقف السلطة حتى الآن غير واضح من الاتفاقات بينها وبين إسرائيل بما في ذلك التعاون الأمني، في الوقت الذي تتمسك فيه "حماس" بالمقاومة المسلحة.

ولفت إلى أن "حماس" التي تعانى وضع اقتصادى سيئ، وعلاقة عدائية مع مصر، تعتبر المصالحة أمر ضرورى بالنسبة لها، موضحًا أنه في هذه الحالة فإن مصادر التمويل التي تأتي للسلطة الفلسطينية يمكن أن تستفيد منها حماس.

وأضاف الكاتب الإسرائيلى أن أبو مازن يمكنه أن يطلب من مصر بتغيير موقفها تجاه حماس، وكذلك يمكنه إتاحة فتح قنوات اتصال بين حماس ودول عربية أخرى.

وأوضح أنه يجرى بين قيادات فتح خلافات في الرأي فيما يتعلق بمسألة المصالحة، ويرجع ذلك في الأساس لمعارضة تقاسم مراكز السلطة والتمويل مع حماس، وهناك خلافات مماثلة بين مسئولي حماس الذين يخشون تملق المقاومة المسلحة وإمكانية تخلي حماس عن سيطرتها المطلقة في غزة.

وجاء في التقرير العبري أن هذه المصالحة مدعومة من قبل مصر، التي وافقت على السماح لأبو مرزوق بالوصول إلى غزة عبر معبر رفح، وبدعم من السعودية أيضًا التي حثت "أبو مازن" على تعزيز الاتفاقات مع حماس، املًا في أن يكون هذا التصالح سبب في كبح جماح حماس وجعلها حزب مدني يتخلي عن الكفاح المسلح.

ومن المتوقع أن تستأنف جلسات التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين، اليوم الثلاثاء، في محاولة لبلورة صفقة لتمديد المفاوضات بين الجانبين، على الرغم من وجود فجوات كبيرة بين مواقف الطرفين قد لا تسمح بتمديد فترة المفاوضات حتى نهاية هذا العام كما ترغب الولايات المتحدة.

فشل المفاوضات يضر إسرائيل
واعتبرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن المفاوضات تأخذ منحى خطيرًا مع اقتراب نهاية التسعة أشهر والمقررة في 29 أبريل الجاري، ووصلت تلك المفاوضات إلى مرحلة يتم فيها بل من الضروري الرد على كل تهديد بتهديد، في حين ستدفع كلًا من إسرائيل والسلطة ثمنًا كبيرًا في حال فشلت المفاوضات، وقام عباس بحل السلطة كما تحدث مؤخرًا، وذلك من خلال تصعيد الأوضاع الأمنية بشكل كبير في مناطق الضفة الغربية.

وحل السلطة أمر رفضته واشنطن، وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "جين ساكي"، في تصريحات لها بأن حل السلطة لن يخدم المصلحة الفلسطينية، وسيكون له أبعاد خطيرة على علاقات الولايات المتحدة بالسلطة الفلسطينية بما في ذلك المساعدات المالية.
الجريدة الرسمية