البابا تواضروس يكشف تفاصيل "عزل" مرسي: التقينا مع "السيسي" قبل البيان بـ 5 ساعات.. "الطيب" راجعه لغويا.. مشاركة الكنيسة كانت وطنية.. 25 يناير تمت سرقتها.. والأقباط أحرار في اختيار مرشحهم للرئاسة
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، قبل ثلاثين يونيو الماضي كان هناك حالة من الغليان الشديدة، وجميعًا كنا نشعر بها.
وأضاف في حوار له مع جريدة "جود نيوز" الكندية أجراها الزميل "إبرام مقار" رئيس تحرير الجريدة وينشر نصها الكامل نهاية الأسبوع الجاري، أنا "مواطن مصري أشعر بما يشعر به المصريون فأنا أشاهد القنوات وأقرأ الصحف وأقابل الناس، وشعرت بحالة رفض عام غير طبيعية لما هو قائم.
وبدأ إعطاء مهلة زمنية للنظام السابق، بدأت بمدة أسبوع ثم 48 ساعة وبعدها كان يجب اتخاذ قرار. ولهذا جلسنا جميعًا كقيادة جيش وقيادات شبابية وشخصيات عامة والأزهر والكنيسة للتشاور ماذا نفعل بعد أن ساء الأمر لتلك الدرجة، في ظل رفض نظام الرئيس المعزول "محمد مرسي" أي استجابة.
مضيفا، جلسنا نتشاور قبل إذاعة البيان لمدة خمس ساعات كاملة، وكانت مناقشة ديمقراطية وجميعنا استمعنا لآراء بعضنا البعض، وبعد الاستقرار على ما سنفعله بدأنا في صياغة "بيان" وتم مراجعته ومراجعة كل كلمة به لعدة مرات، وبعد المراجعة لكلمات وفحوى البيان، قام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بمراجعة البيان لغويًا من حيث التشكيل، وبعد ذلك تم إلقاء البيان وطُلب من كل واحد منا أن يُلقي كلمة.
واعتبر البابا، أن ما فعله يوم الثالث من يوليو كان وسيلة تعبير، فأنت تستطيع أن تشارك بالتظاهرات وترفع علم مصر أما أنا فلا أستطيع أن أفعل ذلك ولكن أستطيع أن أشارك بتلك المشاورات في ذلك اليوم.
وشدد البابا تواضرس، على أن مشاركة الكنيسة في الثالث من يوليو الماضي كانت مشاركة وطنية وليست مشاركة سياسية، كونها كانت مشاركة لصالح "مصر" كما قال في البيان الذي ألقاه.
وفى رده على سؤال فيما يتعلق بعلاقته بشيخ الأزهر، قال بابا الأقباط.. أولًا: من المهم أن يكون هناك علاقات محبة للكنيسة مع الجميع
ثانيًا: هناك مؤسسة في المجتمع المصري تجمع الأزهر بالكنيسة وهي مؤسسة "بيت العيلة" وتلك المؤسسة أخذت على عاتقها أن تنقي مناهج التعليم، ونجحت في ذلك وبدأنا في إزالة أجزاء من المناهج.
ثالثًا: ما زال بمجتمعنا جهل وفقر وأمية ولهذا تتوقع تلك الحماقات كل يوم ولهذا فحينما يحدث في مجتمعنا عمليات تنمية كاملة وعمليات تعليم كاملة وعمليات ضبط قانون كاملة ستنتهي كل هذه المشاكل وللأسف جزء كبير من طاقتنا ضائع في في أفعال لا تأتي بثمر وما نشاهده الآن من عنف بلا مبرر وليس بها أي استفادة سوي تعطيل المجتمع بأكمله.
وكشف البابا تواضروس عن شعور الأقباط بالخوف في ظل وجود الإخوان على سدة الحكم في البلاد، قائلا: "ربما شعرنا ببعض التخوف من المشهد السياسي في هذا الوقت ولكن بطبيعتي إنني متفائل دائمًا وبطبيعتي أشعر أن حياتي بيد الله فلهاذا تجاوزنا مرحلة القلق سريعًا".
ونفى في حواره مع جريدة "جود نيوز" الكندية، نية الكنيسة دعم مرشحًا معينًا للرئاسة، مشددا على عدم مطالبة الأقباط باختيار مرشح معين على الإطلاق، ولكن سنقول لأبنائنا الأقباط المثل الذي يقول "عقلك في راسك تعرف خلاصك" اقرأ برنامج كل مرشح بنفسك واختار من تريده رئيسًا... والكنيسة ستتعامل - كما هي دائمًا - مع أي رئيس تأتي به تلك الانتخابات وسنحترمه كما هي عادتنا مع الأخذ في الاعتبار أن الكنيسة ستقول رأيها في أي أمر لمن هو في سدة الحكم دون خشية أحد.
ونفى البابا تواضروس ما نسب إليه حول وجود "أياد خبيثة" تقف خلف ثورة 25 يناير، مشددا على أن ما قاله في هذا الأمر، إن ثورة 25 يناير تم سرقتها، مضيفا، أتذكر أنني وقبل رسامتي بطريركًا كتبت في ثورة 25 يناير "شعرًا" قلت فيه أنها ثورة قام بها أناس، وركبها آخرون وسرقوها.
وفيما يتعلق بالاعتداء على الكنائس، قال البابا تواضروس: مجتمعنا المصري لم يستقر بعد، ولكني أشعر لدى المسئولين والقائمين على حكم البلاد الآن بتعامل مختلف مع الكنيسة والأقباط عما سبق، وبدأ النظر باهتمام لمدى تأثير الأقباط مع إخوانهم المسلمين في بناء الدولة والمشاركة الوطنية.
ودافع عن لائحة انتخاب البطريرك، نافيا وجود أي بعد سياسي بها أو ضغوط من أحد على الإطلاق لافتا إلى أن، كل ما في الأمر أنه ما زال غالبية الأقباط يعيشون داخل مصر وليس خارجها، فلدينا داخل مصر 16 - 17 مليون قبطي بينما لدينا 2 مليون فقط بالخارج فشيء طبيعي أن ننحاز أن يكون من داخل مصر حيث العدد الأكبر.
تم النشر بالاتفاق مع صحيفة "جود نيوز" الكندية