رئيس التحرير
عصام كامل

مليار جنيه سنويًا لـ"فسيخ شم النسيم".. حالات تسمم كل عام وعلاج المصاب بـ75 ألف جنيه.. مرضى القلب والسكر والضغط محرومون من تناوله.. المتشددون يحرمون الاحتفال بالعيد.. والإفتاء: الرسول أوصانا بالأقباط


رغم زيادة أسعار الفسيخ ومختلف أنواع الأسماك بحلول عيد شم النسيم، كل عام، فإن المصريين بمختلف طبقاتهم، يزداد إقبالهم على شرائه، وتختلف اتجاهات المصريين في الاحتفال بعيد شم النسيم، فمع خروج السواد الأعظم من المصريين للاحتفال به مع أولادهم وأسرهم، إلا أن "القاعدة لا تخلو من شواذ" الذين يعتبرون الاحتفال بعيد شم النسم "حرام شرعًا".


الخبير الاقتصادي، مختار الشريف، أكد أن المصريين يتناولوا آلاف الأطنان سنويًا من الفسيخ الذي يقدر بقيمة مليار جنيه خلال الاحتفال بعيد شم النسيم، مشيرًا إلى أن الفسيخ وباقي الأسماك المرتبطة بهذا الاحتفال سلعة رخيصة الثمن إلا أنها تكون باهظة الثمن في هذا الوقت، ومع ذلك تزيد نسبة الشراء والإقبال عليها من مختلف طبقات الشعب.

وتقدر الهيئات المصرية عدد الأسر التي تشتري الفسيخ وخلافه من الأسماك الأخرى نحو 20 مليون أسرة، تنفق كل منها 100 جنيه في المتوسط، أي أن إجمالي الإنفاق يقدر بنحو مليار جنيه، وأن ارتفاع الأسعار لا يمثل عائقًا أمام المواطنين خاصة أنهم لا يزداد إقبالهم على مثل هذه المأكولات إلا في موسم شم النسيم.

علاج التسمم بالفسيخ "غالٍ"
من جانبه، أوضح الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، أن عدد المصابين بحالات التسمم من تناول الفسيخ في العام الماضي وصل إلى 21 حالة، وفي 2012 وصل إلى 23 مصابا، وفي 2011 فقط 4 حالات، مطالبًا بضرورة أخذ الاحتياطات الواجبة لعدم التعرض للتسمم.

وأوضح قنديل أن تكلفة المصل الواحد لعلاج حالات التسمم تصل إلى 75 ألف جنيه تتحملها الدولة بواقع تكلفة 6 ملايين حنيه كل عام، مضيفًا أن المصل يوجد في المستشفيات ومراكز السموم التابعة لوزارة الصحة، كما شدد قنديل على سرعة التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز علاج سموم في حالة ظهور أي أعراض خلال 24 ساعة من تناول الفسيخ.

الوقاية خير من العلاج
هناك بعض الاحتياطات الواجب اتباعها لتجنب الأضرار الناتجة عن تناول الفسيخ، فالأطباء ينصحون بعدم الاقتراب من الفسيخ والرنجة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب والسكر والشريان التاجي وارتفاع الضغط والأمراض المزمنة بشكل عام، مشيرين إلى أن هناك أمراضًا تتعارض مع الكميات الهائلة من الملح الأبيض الذي يتم وضعه على هذه الأسماك.

وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من هبوط في القلب، فيجب عليهم الابتعاد تمامًا عن الفسيخ لأن تناوله يسبب لهم هبوطًا حادًا وارتشاحًا رئويًا مزمنًا وهبوطًا عامًا من الممكن أن يدخل بموجبها المريض العناية المركزة.

وتظهر الأعراض على هؤلاء المرضى في صورة تورم في القدمين والبطن وكذلك مرض القلب ذوي الضغط المرتفع، فتناول الأسماك بهذه الكميات من الأملاح يؤدي إلى الإصابة بذبحة صدرية وارتشاح في المخ، ويُنصح هذه الشريحة من المرضى بعدم الاقتراب من هذه الأسماك بكل أنواعها تفاديا لعواقب وخيمة وحتى لا تحدث وعكات صحية غير محمودة العواقب، وإن كان لابد من أكل الأسماك المملحة فينصح بإضافة الليمون وتناول الخس والخضراوات، كما يُنصح بغسيل الفسيخ والأسماك المملحة بالخل المخفف مع عصير الليمون لتقليل نسبة الملح به.

السلفيون وشم النسيم
يرى عدد من السلفيين المتشددين أن الاحتفال بشم النسيم حرام شرعًا وأنه لا يجوز حتى تهنئة الأقباط به، زاعمين أن تناول الفسيخ والرنجة في شم النسيم مكروه وليس محرمًا بصفة عامة لأن أكل الفسيخ من عادات الكفار في الأصل ولا يجوز للمسلمين أن يتشبهوا بهم، بحسب اعتقادهم.

ومن جانبها، كان لدار الإفتاء المصرية رأي آخر في هذه الفتاوي التي تحرم الاحتفال بيوم شم النسيم، وقال الشيخ على أبوحسن، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، أن الاحتفال بشم النسيم ليس حرامًا وكذلك أكل الفسيخ والرنجة ولم يرد فيه نص بالتحريم، وكل الهدف منه تهنئة الأخوة الأقباط فقط، كما أن الأقباط شركاؤنا في الوطن والرسول أوصى بالجار المسيحي وقال "إن أصابه خير هنأته وإن أصابه شر عزيته وإذا مرض عدته وإذا مات سرت جنازته".
الجريدة الرسمية