من جهاد النكاح إلى جهاد الكبسة!!
أكثر من ثمانين عاما والإخوان يتحدثون ويروجون ويمكرون على الله والله خير الماكرين والبسطاء من الناس بأنهم يسعون إلى نشر صحيح الدين الإسلامي ويهدفون إلى تربية الفرد المسلم فالأسرة المسلمة فالمجتمع المسلم فالمجتمعات المسلمة في كل أرجاء المعمورة وصولا إلى أستاذية العالم التي يحكمها ويتحكم فيها تنظيم الإخوان الدولي الذي انتشر وتغلغل في أكثر من سبعين دولة ليس عن طريق نشر الدين الإسلامي الصحيح ولكن عن طريق التآمر والصفقات التجارية ودفع الأموال التي يتم غسلها في كل بنوك وشركات العالم المختلفة تحت ستار الدين، ولعل الأنشطة البارزة والجلية التي نعرفها في كل دول العالم هي صور متشابهة مثل إنشاء المساجد والمجمعات الدينية والمراكز الإسلامية والمصحات الطبية والجمعيات الثقافية التي تعتبر جميعها واجهة لأنشطة محظورة وعمليات استخباراتية في هذه الدول !!
مرت الجماعة بمحطات فاصلة كانت عناوين واضحة وإشارات دالة على أن الجماعة تسعي للبقاء بأي شكل وبأي ثمن ولو كان القتل والاغتيالات حتى تتمكن من الوصول إلى حكم مصر، لإقامة دولة الخلافة المزعومة فكان اغتيال أحمد ماهر والنقراشي والقاضي الخازندار والشيخ الذهبي والرئيس أنور السادات والدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، والدكتور فرج فودة وغيرهم، وكانت محاولة اغتيال إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء قبل الثورة ومحاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر في 1945 وفي عام 1956 وغيرهم أيضا ممن لا يتسع المكان لذكرهم حتى جاء سيد قطب وكفر وجهل المجتمع المصري كله ودعا إلى العمل والجهاد لإعادته إلى الإسلام عن طريق القوة التي تتنافي مع ما جاء في كتاب الله ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ).
لذلك لم تفعل الجماعة منذ تكوينها ما يساعد على تربية الفرد المسلم أو الأسرة المسلمة، ولو حدث ذلك في أي مرحلة لوجدنا نتيجة إيجابية في أي جيل من الأجيال التي تربت وترعرعت في أحضان الجماعة، ولوجدنا – حتى - أثرا بعد عين للبعض منهم يشير إلى أن الجماعة كانت يوما تدعو إلى الله تلك الدعوة الوسطية التي يتبناها الأزهر الشريف في مصر والتي كانت سببا أساسيا في انتشار الدعوة والحفاظ عليها منذ أكثر من ألف عام!! لكن للأسف وبسبب استيلاء هذه الجماعة على منابر الدعوة من خلال الزوايا والمساجد الصغيرة تم تغييب العقول واستلابها وإخضاعها للتشويه المتعمد في منظومة السمع والطاعة التي لا تكون في الدين إلا لله فقط وجعلها للمرشد ولمكتب الإرشاد باعتبارهم وكلاء الله على الأرض رغم أن الله خاطب نبيه قائلا ( وذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ) صدق الله العظيم.
وطوال هذه السنوات لم يضبط أحد من الجماعة متلبسا بعمل وطني من أجل مصر، ولم يضبط أحد منها متلبسا بدعوة الإسلام الوسطي الذي ينهي عن القتل والترويع والحرق، ولم يضبط أحد منها متلبسا بقول الصدق والحق مبتعدا عن الكذب والبهتان حتى وهم يمارسون السياسة، ورغم ذلك زادوا الطين بلة فأتوا بالبدع وخالفوا الدين والشريعة وطوعوهما لخدمة هدف السيطرة على السلطة والحكم فقالوا بجهاد النكاح (الزنا المقنن والعياذ بالله) وأخبروا عن نزول جبريل عليه السلام في رابعة.
وبشروا المغيبين منهم بأن مرسي صلى بالأنبياء في وجود حضرة النبي عليه الصلاة والسلام، وأفتوا بأن من يتواجد في بؤرة رابعة الإجرامية يأخذ ثواب حج بيت الله الحرام وغير ذلك من الترهات والأضاليل، وكان يخرج عليهم قادة من ورق منهم ومن غيرهم يكذبون عليهم على منصات إطلاق الأكاذيب والفتاوى الضالة والمضللة وعندما حان الحين فر هؤلاء القادة في ملابس النساء كالفئران المذعورة من غرق المركب في عرض البحر وذهبوا، حيث يذهب الجبناء في بلاد الفتنة وتركوا أنصارهم يدفعون الثمن الذي يستحقون وجلسوا أمام موائد الطعام التي تمتلئ باللحوم والأرز (الكبسة)، كما كانوا يفعلون في القصر الجمهوري مع رئيسهم وشلة أنس فتاوي الجهل والتخلف !! كانت أيام لا أعادها الله أبدا على مصر وشعبها لكننا نتذكر والذكرى تنفع المؤمنين.