رئيس التحرير
عصام كامل

وبأوامر من جمال عبد الناصر شخصيا !


"إن كنا كذلك.. والناس بعد كل ما قدمنا ترانا كذلك.. فإننا نستحق الفيلم وما جري في نهايته.. اعرضوا الفيلم فورا".. هكذا قال الزعيم الخالد جمال عبدالناصر ردا على وزير الإرشاد ومسئولي الرقابة بعد تقريرهم الذي رفعوه عن فيلم "شيء من الخوف" مطالبين بمنعه!


وذات يوم وفي العرض الخاص لأحد الأفلام السينمائية ربما كان فيلم "قصاقيص العشاق" لنبيلة عبيد.. سألنا المخرج الكبير الراحل حسين كمال: هل كنتم تقصدون ما أشيع عن "شيء من الخوف" من أنكم كنتم تقصدون النظام الحاكم وقتئذ" ؟ قال وبتواضع رائع: "غير صحيح على الإطلاق.. ولم يكن في بالنا أي شيء من ذلك".. بعدها قالها الرجل في كل وسائل الإعلام التي ظهر بها وحل ضيفا عليها.. ولم يدع البطولة بأثر رجعي كغيره!!

بالمناسبة: كتاب "معالم في الطريق" لـ "سيد قطب" بطبعاته الأربع المتتالية نشرت وأفلام "ميرامار" و"ثرثرة فوق النيل" " وأيضا مسرحيات "عودة الروح" و"السلطان الحائر" و"أحلام الفتي مهران".. عرضت كلها رغم قسوتها في انتقاد النظام الحاكم وقتها ورغم إسقاطاتها التي تصل إلى حد التصريح المباشر.. بأوامر وبتصريح من جمال عبدالناصر نفسه !!!!

لكن عبدالناصر هذا الذي يتحمل النقد الشخصي على عكس ما أشاع الإخوان والوفديون عن الزعيم الكبير.. لا يتسامح أبدا مع ما يمس شعبه.. شعبه ووطنه وليس هو.. فهو من يتدخل مثلا لعقاب أنيس منصور الذي سب شعب مصر في مقاله الشهير "حمار الشيخ العز".. وناصر هو من يتدخل ليطلب من إحسان عبد القدوس أن يستبدل عبارته الشهيرة " تصبحون على حب " في نهاية برنامجه الإذاعي بعبارة " تصبحون على محبة ".. وهو أيضا من يتحفظ على "أولاد حارتنا".. وهو من يغلق المحافل الماسونية وأندية الروتاري والليونز.. وبأوامر منه.. شخصيا!!

رحمك الله يا عبد الناصر.. وقد عشت ورحلت وأنت أمينا على الشعب المصري بحقوقه وقيمه..
لكن هل وصلت الرسالة للبعض ؟ ربما !!!
الجريدة الرسمية