رئيس التحرير
عصام كامل

«المجاعة السورية».. أهالي اليرموك يتقاسمون الغذاء مع الحيوانات ويأكلون العشب.. طحن الشعير في «الغوطة» الوجبة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة.. سكان حمص يأكلون أوراق الشجر وجلود الحيو


أعدت صحيفة الأوبزرفر البريطانية تقريرا للحرب الأهلية السورية ومدى الدمار الذي لحق بالمدن وتشرد الملايين وتعرض الآلاف للجوع بسبب الحصار الذي يفرض من قبل قوات الرئيس السوري بشار الأسد ونشر التقرير تحت عنوان "الكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة في سوريا".


والتقت الصحيفة بالعديد من السوريين وكان من بينهم أبو عيسى البالغ من العمر 60 عاما من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

- تقاسم الغذاء مع الحيوانات

وقال "ليس لدينا شيء لنأكله، ليس لدينا مال أو غذاء، نحن نتقاسم الغذاء مع الحيوانات ونعيش على العشب الذي نحصل عليه من الحدائق، ولدي مرض السكر وليس لدى دواء، الجيش السوري لا يسمح لنا بالحصول على شيء ولا يسمح لنا بمغادرة المخيم".

وأضاف أبو عيسى أنه رجل كبير ولديه زوجة وثلاثة أبناء ويقف لساعات طويلة في انتظار الغذاء حين يصل وهناك طوابير كثيرة تنتظر، ووعد بعض المهربين أن ينقلونا من سوريا ولكن قبض على أولادي وزوجتي في نقطة التفتيش الأولى ولا نعرف عنهم شيئا ولا أعرف هم أحياء أم أموات، نحن نموت والعالم كله لا ينظر إلينا ويهملنا كأننا لسنا بشرا.

بينما قال عدنان يونس البالغ من العمر 50 عاما من الغوطة في دمشق " لا يوجد قطعة خبز واحدة في الغوطة، ولا يوجد بديل لنا لكي نبقى على قيد الحياة فنحن نعيش على وجبة واحدة في اليوم ونصوم كثيرا وليس أمامنا إلا طحن الشعير لنصنع الخبز ولا شيء آخر لدينا وإذا كنا محظوظين نحصل على بعض المخللات من بعض الأصدقاء".

وأضاف عدنان نحن تسعة أفراد نعيش في منزل واحد وليس لدينا شيء لنغذي الأطفال فهم لا يفهمون أن هناك حصارا على الغوطة، هم يريدون الطعام وليس لدينا شيء نقدمه لهم ما عدا الشعير الذي نزرعه في حدائقنا وهناك جمعية خيرية تمول من قبل بعض الشخصيات الغنية في الغوطة يوفرون لنا الحساء مع بعض لحم الضأن وأحيانا نعطي رشوة للجنود على حاجز الحصار ليسمحوا لنا بالحصول على الغذاء.

- أوراق الشجر بديل للغذاء

وقال وسام إياد البالغ من العمر 30 عاما من حمص " الطائرات الحربية تقصف كل شيء في المدينة من الصباح الباكر، ونحن نعيش على أوراق الشجر ويمكن أن تروا الأشجار عارية من الأوراق، فنحن نغلي الورق لعمل الحساء وهو الحل الوحيد لنا لكي نأكل حتى تصل إلينا المساعدات الغذائية".

وأضاف: "فقبل شهرين وصلت شحنتان تابعتان للأمم المتحدة وكانتا محملتين بالقمح والأرز والزيت والسكر والمخللات وأدوات المطبخ وتم تقسيم المساعدات بين السكان المحليين وحصل كل واحد منا على جزء يكفيه لمدة يومين".

وأكد وسام: "أن نقص الغذاء دفع البعض منا ليسلم نفسه للجيش فقط لكي يحصل على بعض الطعام فنحن نذبح القطط ونطبخها ونستعمل جلد البقر والجلود المستخدمة في الأحذية والحقائب لصنع الحساء".

- وجبة واحدة في اليوم

وأضاف: "فنحن نعيش على وجبة واحدة في اليوم وتكون مصنوعة من العشب وورق الأشجار أو الماء ببعض البهارات ولا يوجد لدينا طعام على الإطلاق، تحولت حمص مدينة للموت بل مقبرة حتى الثوار لا يمكنهم أن يحاربوا بسبب نقص التغذية والإمدادات الطبية فالوضع الراهن رهيب".

وقال أبو ايهم البالغ من العمر 45 عاما من الزبداني: "دمرت البنية التحتية بالكامل في منطقة الزبداني، ولا توجد إمدادات غذائية ولدي ستة أطفال وإن كنا محظوظين نحصل على الشاي والخبز في الصباح وربما نحصل على اللبن ولا نستطيع الحصول على حليب للأطفال ويصل كيلو الحليب إلى 1.200 ليرة سورية فهو مكلف بجنون".

وأضاف أبو ايهم: "عندما يأخذ النظام استراحة من القصف يمكننا الذهاب للجبل للحصول على بعض الأعشاب لكي نطهوها ونستخدمها للغذاء والطريقة الوحيدة للحصول على غذاء هي الذهاب لدمشق ولكن لا يمكن ذلك لوجود أكثر من 350 نقطة تفتيش على طول الطريق وليس لدينا وقود للطبخ فنحن نطبخ على الحطب ونعيش مثل الناس في العصر الحجري مثلما كانوا يسكنون في الكهوف".

وقالت أم نادية التي تبلغ من العمر 30 عاما من الزبداني: "لدينا منتجات للطعام ولكن الأسعار غالية جدا فكيلو الأرز يصل لـ 500 ليرة سورية ولا أحد يستطيع تحمل ذلك، فبهذه الأسعار لا يمكننا الحصول على الزبادي لتناول الإفطار أو المكرونة ولا يمكن شراء الخضراوات فالوضع يزداد سوءا وقلقون من بدء الحملة العسكرية على الزبداني قريبا وليس لدينا طعاما لنأكله".

- الأطفال نسوا الحليب

بينما قالت أم يزيد التي تبلغ من العمر 50 عاما: "الأطفال نسوا الحليب لا يمكن أن نرضعهم الحليب ليس لدينا القدرة للحصول عليه، الوضع بشع ليس لدينا لحم دجاج أو ضأن منذ عام، ولو أردنا شراء أي شيء نذهب لدمشق ويجب الحصول على موافقة من مجلس المدينة للذهاب وهناك سبع نقاط تفتيش وإذا أردت تهريب بعض الطعام وتخزينه فيجب أن يكون لديك ما لا يقل عن خمسة آلاف ليرة".
الجريدة الرسمية