رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. 3 شهور لـ«محرر فيتو» بأحد المصانع تكشف: أسماك «متعفنة».. «رنجة» بـ«الديدان والصراصير».. استخدام ملح «الصرف الصحي» في «التمليح»..


كشفت مغامرة خاضها محرر «فيتو» لمدة ثلاثة أشهر بالعمل في أحد المصانع لتمليح الأسماك، البعيدة عن أعين الرقابة، عن مفاجآت خطيرة، وكوارث صحية بكل المقاييس.


استطاع محرر "فيتو" أن يقنع صاحب مصنع "رنجة" بالعمل لديه، وهناك قابله شخص يدعى "عم صالح" الذي يتولى توزيع مهام العمال في المصنع، وهناك تمكن "المحرر" من رصد كل ما يتعلق بصناعة الرنجة في المصنع، بالصوت والصورة، ولكن نظرا لأن التصوير كان يتم "خلسة" وفي الظلام، فظهرت الصور في بعض الأحيان غير واضحة.

يروي المحرر تجربته قائلا: بعد أن غيرت ملابسي، أعطاني زميلى في العمل حذاء «بلاستيك» برقبة طويلة تصل للركبتين وقال دا "كوزلوك" لوقاية القدمين من الملح، ثم توجهنا إلى "الملاحات"، وهي صالة كبيرة جدا تنتشر فيها الرائحة العفنة بشكل لا يطاق، وعلى جانبي الصالة عربات حديدية كبيرة "ترولات" مكونة من عدة طوابق داخلها كميات كبيرة من الأسماك المجففة وأسفل تلك العربات أسماك متعفنة ملقاة على الأرض.

وأضاف "المحرر": ناداني "عم صالح" وقال خذ خرطوم المياه واملأ البراميل المملوءة بالملح، وكانت نحو 200 برميل، فنفذت المطلوب، ولكني فوجئت بطبقة رغوية سوداء تخرج من الملح وعندما سألت عن مصدر ذلك الملح قال أحد زملائى إنه ملح سياحات، أرخص وأسوأ أنواع الملح.

رنجة بـ"الديدان والصراصير"

وتابع: كان هناك عمال آخرون يقومون بوضع كمية من الأسماك في البراميل، ثم يضعون عليها كمية من الملح، وهكذا حتى تمتلئ البراميل عن آخرها، وبعدها يتم غمرها بالماء، وتترك ليلة واحدة داخل الملح والماء وبعدها يقوم العمال بإلقاء البراميل على الأرض، حتى تمتلئ الصالة بالسمك، والخطير أن العمال يسيرون بالسير بأحذيتهم على هذه الأسماك، وسط كميات كبيرة من الديدان الصغيرة، والصراصير والحيونات الزاحفة في الصالة، وبعدها نقوم بتعبئة هذه الأسماك في براميل أخرى، ونكرر هذه العملية حتى ننتهي من الوجبة المطلوبة من الوردية الخاصة بنا.

الرنجة الدرجة الثالثة لـ"المصريين"

واستكمل المحرر قائلا: بعد مرور شهر من العمل في الملاحات طلبت من "عم صالح" أن ينقلنى إلى قسم آخر بحجة أن الملح "أكل يدي"، فسلمني "عم صالح" إلى الريس "ياسر" المسئول عن العمال بالفرن والتعبئة معا، وهناك عرفت أن تعبئة الرنجة تأتي حسب درجات الجودة، فالدرجة الأولى تعبأ في أكياس بلاستيك كل سمكة بمفردها، وهذه الدرجة تصدر إلى الخارج، والدرجة الثانية تعبأ في كراتين ورق كل كيلو بمفرده، أما الدرجة الثالثة وهى الأقل جودة فنقوم بتعبئتها في كراتين من الخشب وهذه توزع داخل الجمهورية وتكون رخيصة الثمن.

تنظيف الرنجة بـ"السبرتو"

والمشهد الأخطر على الإطلاق أن هناك أسماكا تخرج من الفرن تكون سوداء للغاية فيقوم عامل التنظيف بإزالة السواد من على السمكة بمادة نفاذة يطلقون عليها "سبرتوايثيلى" تعمل على تلميع الرنجة وتضفى على السمكة السوداء اللون الذهبي الفاتح.

ملح السياحات يسبب "السرطان"

الدكتور يسرى عبد الدايم، أستاذ الأغذية بكلية الزراعة جامعة عين شمس، أكد وجود تجاوزات بشعة في تمليح الأسماك، مشددا على أن ملح السياحات الذي يستخدم في صناعة الرنجة هو ملح مسرطن، لأنه يتم إنتاجه من مياه الصرف الصحي والصرف الزراعي، ويقدم على أنه ملح طعام.

كما أكد عبد الدايم أن ملح السياحات يحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة وأهمها الرصاص، ما يصيب الإنسان بتهتك في خلايا المخ، والإصابة بالزهايمر والبلاهة، بالإضافة إلى الإصابة بمرض الغدة الدرقية.
الجريدة الرسمية