سيحدث غدا من شعب مصر.. مع الإخوان
قل نكتة في الإسكندرية الآن ستجدها هي نفسها في أسوان في اللحظة ذاتها تقريبا.. ليس بفعل التكنولوجيا الحديثة..أبدا أبدا..بل هذا هو الحال منذ زمن وقبل كل وسائل الاتصال الحالية..الانسجام في الشعور العام هو سمة شعب مصر منذ عاش هنا..على هذه الأرض الطيبة..ولذا تدوم انطباعاته طويلا..لأنها خلاصة إحساسه النقي الطيب..!
انظر إلى ما جرى بعد نكسة يونيو 67 وكيف خرج الشعب من كل مكان على أرض مصر يردد كلاما واحدا ويطلب مطلبا واحدا..وانظر إلى هذا الشعب أيضا عند رحيل جمال عبد الناصر وكيف هو الشعور والسلوك والفعل الواحد من الإسكندرية إلى أسوان ومن رفح إلى السلوم..!
وفي عام 77 عند انتفاضة الخبز ضد السادات..انفجرت مصر بالغضب من أقصاها إلى أقصاها تردد هتافات واحدة..وتطالب بمطالب واحدة..وترفع صورا واحدة..وفي وقت واحد!
وفي عام 86 عند انفجار غضب عساكر وجنود الأمن المركزي..ولم يثبت بعد كل التحقيقات التي أجريت أن في الأمر مؤامرة لكن ظل سلوك الجنود والعساكر في كل معسكرات مصر واحدا بعد شائعة سخيفة تقول إنه تم المد للمجندين عاما آخر.. رغم أن المعسكرات منفصلة وبعيدة عن بعضها ولا يعرف جنود كل معسكر كيفية الاتصال بجنود المعسكرات الأخرى.. لكنهم انفجروا بالغضب وحرقوا كل ما وقف أمامهم وحطموه وفي وقت واحد!
كل الأمثلة السابقة وبغير استثناء كانت قبل ظهور الفضائيات والمحمول وفي وقت كان المصريون ينتظرون في سنترالات الاتصال أوقاتا طويلة للاتصال بمدينة أخرى.. ومدة أطول للاتصال بالخارج وهكذا..
اليوم.. وبعد ما نشهده من جرائم الإرهاب ضد المصريين.. وهم - المصريون - يحملون جماعة الإخوان وحدها مسئولية ما يجري.. وأتوقع مشهدا واحدا عند الغضب العارم.. لن ينجو منه إخواني.. مذنب أو مسالم.. عاطل بباطل.. فكلهم يومئذ عند المصريين سواء.. وهو مشهد لا نحبه ولا نريده.. نكرر.. لا نحبه ولا نريده.. فكل الدم المصري حرام.. لكننا نشتم رائحته..
يدفع الإخوان المصريين إليه دفعا.. يستعجلون الوصول إليه.. ينفخون في ناره كل لحظة.. وفي لحظة ما سيقدرها الشعب المصري وحده..بتوقيتاته العبقرية التي يختارها كل مرة.. عند الحزن وعند الفرح.. عند الغضب وعند الرضا.. وقتئذ.. سيدفع عناصر الإخوان في مصر كلها الثمن غاليا جدا.. جدا !!!
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد !