رئيس التحرير
عصام كامل

ليكن لنا ضميراً جديداً


الضمير.. كلمة يستخدمها ويُعرفها الجميع، والجميع ليس لهم تعريف واحد لماهية الضمير وما هو غير ذلك. والفرد ينظر للحياة من وجهة نظره هو ووفقاً لما تربى عليه وما بثه فيه المجتمع الذى يحيا به ووفقاً للأنماط السائدة وأحياناً وفقاً لما هو مقبول مجتمعياً وليس ضميرياً ثم يقوم الفرد بعد ذلك بالتبرير الذاتى مثل تبرير الرشوة والتحزب والاضطهاد الدينى والتفرقة العنصرية.

حاول الكثير من الأمريكيين تبرير عنصريتهم البغيضة تجاه الأمريكيين من أصل إفريقى وحاولوا حتى ربطها بالدين وحاول بعض علماء النفس إثبات أن السود أقل ذكاءً من البيض، مع ذلك وجد فى نفس ذاك الوقت من البيض من ساند وأيد حقوق السود وكثير من المسلمين المصريين يدافعون عن حقوق المسيحيين والبهائيين بباعث من ضمير صالح.
فنحن لا نرى الأشياء كما هى بل نراها بكينونتنا نحن وبمدى اتساقها مع رؤيتنا للحياة.
ومن الصعب إيجاد تعريف جامع مانع للضمير وذلك بسبب تراكم وتنوع الخبرات البشرية عبر السنين، لكن من البديهى أن نجد أن الضمير مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحرية التى تقود حتماً إلى الحق.
الحرية هى حجر الأساس لبناء ضمير صالح، هى التى تستطيع أن تجعل الفرد يبحث وينقب عن الحقيقة دون وجود أحكام مسبقة وبالتالى توجد لديه فرصة لتحقيق ضمير مبنى على الحرية التى تؤدى حتماً إلى العدل ومن ثم فالموضوع يصعب فهمه بمعزل عن وضع تعريف يوضح لنا مدى ارتباطه بالحرية، وابتعاده يقيناً عن المصالح السياسية الضيقة.
ولا يمكن خلط ما هو سياسى بما هو ضميرى، فالسياسى له منهج مختلف هو بالأساس يسعى لصالح الوطن بقدر الاستطاعة، فالمناورة جزء أصيل من الدهاء السياسى المقصود، ومن يتابع مسيرة كبار السياسيين على مستوى العالم لن يجد تفسير المناوارات السياسية كنقيض للضمير الوطنى جبهة الضمير الجديدة هل هى سياسية أم أخلاقية، أم لم تحدد بعد؟
ومن لا يقدس بالأساس فكرة الحرية، بل يقدس السمع والطاعة لن يستطيع أن يكون لديه ما يسمى بالضمير الحر حيث يقوم الفريق الإخوانى بالدفاع عن رئيس يمتلك شرعية وهمية، حيث قام بمخالفة القانون عمداً حين قام بتعيين نائب عام وهذا ليس من سلطاته، وقامت حازمون بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى ولم يستدع أبوإسماعيل للتحقيق معه على الأقل بتهمتى التحريض وتكدير الأمن العام، وقام الإخوان وحازمون بمحاصرة المحكمة الدستورية ولم يحدث شيئاً، يقولون إنهم الضمير ولم ولن يتحدثوا عن تلك الوقائع.
يصدر القضاء الإدارى قراراً بالسماح لقناة دريم بحق البث من مدينة دريم، ولا ينفذه وزير الإعلام الإخوانى!! الدستور يتم تفصيله بحيث يتخلصوا من تهانى الجبالى، ثم يتحدثون عن القانون، دستور يتحدث عن حرية العقيدة على أن يكون الفرد مسلم، مسيحى أو يهودى وماذا يفعل البهائى واللا دينى..الضمير بلا حرية ليس ضميراً على الإطلاق، هو مجرد أشياء ينفذها شخصاً ما معتقداً أن ذلك هو الضمير.
الحرية فقط هى القادرة أن توصلنا إلى الضمير الصالح، هل من فى السلطة اليوم لديه الحرية التى توصله إلى الضمير الصالح ؟؟ أشك كثيراً!!، إذا أردنا حقاً التغيير لابد أن نتحرر أولاً من كل تحزب وتعصب وأحكام مسبقة.






الجريدة الرسمية