رئيس التحرير
عصام كامل

مستثمرون عالميون يتجهون لدبي بسبب الأزمة الأوكرانية


تتصاعد وتيرة الأزمة في أوكرانيا والدور الروسي فيها على الرغم من العقوبات الأمريكية والأوربية التي تم فرضها على موسكو، وهو ما فتح الباب أمام التكهنات بشأن تأثير هذه الأزمة والعقوبات على منطقة الخليج، وعلى شكل الاستثمارات فيها.


وفي الوقت الذي تتوسع فيه المخاوف العالمية بخصوص إمدادات الغاز والطاقة بسبب الأزمة الأوكرانية، فإن منطقة الخليج الغنية بالذهب الأسود لا تبدو مكترثة بهذه المخاوف، بل إن الكثيرين يتوقعون أن تستفيد إمارة دبي بشكل خاص من أجواء الأزمة، حيث إن انفتاحها وقوانينها المرنة يغري الكثير من المستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب رءوس الأموال للهروب إليها، حيث إنها المكان الأكثر أمانًا بالنسبة للكثيرين، بحسب " رويترز".

وتوقع محللون أن تتجه الكثير من الأموال الروسية نحو إمارة دبي خوفًا من العقوبات الغربية على بلادهم، ولتجنب تداعيات الأزمة السياسية التي أضرت بالكثير من القطاعات الاقتصادية في البلاد خلال الشهور القليلة الماضية.

وقال المحلل والخبير المالي زياد الدباس إن "الروس يعرفون إمارة دبي أكثر من غيرها، ويثقون بها وبقوانينها أكثر من أي مكان آخر، حيث إن استثماراتهم تتدفق إليها منذ تسعينيات القرن الماضي"، وهو ما يعني أن من يرغب منهم بالهروب من بلاده فإنها -أي دبي- ستكون واحدة من أهم الوجهات التي سيفكر فيها.

ويؤكد الدباس أن جزءًا كبيرًا من الاستثمارات ورءوس الأموال الروسية ستنتقل إلى دبي في حال زادت حدة الأزمة السياسية مع أوكرانيا، أو إذا تم تشديد العقوبات الغربية على موسكو.

ويتوقع الدباس أن تشهد أسواق الأسهم الإماراتية موجة ارتفاع جديدة في حال تدفقت رءوس أموال روسية، كما يشير إلى أن قطاعي العقارات والسياحة أيضًا سيكونان في مقدمة القطاعات الاقتصادية التي ستستفيد من السيولة الروسية.

وتعاني روسيا وضعًا اقتصاديًا صعبًا منذ بدأت الأزمة مع أوكرانيا في الشهور الأخيرة، وتصاعدت وتيرة المتاعب الاقتصادية بفرض عقوبات غربية على عدد من المسؤولين والمؤسسات من بينهم بنك واحد يتخذ من موسكو مقرًا له.

وإجمالي رءوس الأموال التي هربت من روسيا خلال الربع الأول من العام الحالي يتراوح بين 65 و70 مليار دولار، فيما كان العام الماضي 2013 قد شهد هروب نحو 63 مليار دولار، بحسب اعتراف الحكومة الروسية وبياناتها الرسمية.

وتكبدت أسواق الأسهم الروسية خسائر قاسية خلال الشهور القليلة الماضية، أما العملة المحلية "الروبل" فتراجع سعر صرفها أمام العملات الرئيسية العالمية بأكثر من 20% نتيجة المخاوف من التدخل العسكري الروسي المباشر في أوكرانيا ونتيجة العقوبات التي قد تمثل ضربة للاقتصاد الروسي.
الجريدة الرسمية