رئيس التحرير
عصام كامل

التليفونات متراقبة


يستخدم النظام الإخوانى حاليا نفس أساليب نظام مبارك فى التعامل مع الساسة والنشطاء، فى مراقبة التليفونات، شركات" ياهو" و"جوجل" و"هوتميل" أصدرت العديد من التحذيرات بتغيير باسوردات الإيميلات واستخدام البريد التقليدى للتغلب على المراقبة.

المراقبة تعنى تغولا واضحا فى الخصوصية من جانب الدولة وتقييد للحريات والتفافا على مبادئ ثورة الخامس والعشرين من يناير، الأمر بحاجة إلى إجراء تحقيقات موسعة لتقديم المتورط فى هذا الأمر حتى لا نفتح الباب على مصراعيه لمراقبة كل تليفونات الثوار والإعلاميين والصحفيين وكل المعارضين.
المراقبة تعنى الاتهام من جانب حكومة مرسى للمعارضين، بعدما صدرت العديد من الفتاوى فى الفترة الأخيرة بإهدار دم أعضاء جبهة الإنقاذ وتحميلهم مسئولية الأحداث والاشتباكات التى تجرى بين المتظاهرين وقوات الأمن.
يثبت النظام الإخوانى كل يوم أنه لا يختلف فى شىء عن نظام مبارك، فالفساد ما زال متوطنا فى أركان الدولة ولم تقتلع جذوره ولا تزال سياسة الإقصاء مستمرة، فعهدنا بالحزب الوطنى المنحل أنه كان يستحوذ على كل شىء والإخوان يريدون الآن أخونة كل شىء.
النظام الحالى تورط فى قتل المتظاهرين وتعذيبهم وسحلهم دون أن يقدم للمحاكمة على جرائمه، وأوجه رسالة للرئيس مرسى: حتى لو راقبت التليفونات أو كممت الأفواه لن نتوقف عن المطالبة بالقصاص للشهداء وتحقيق أهداف ومبادئ الثورة وتقديم القتلة لمحاكمات ثورية عاجلة، لن ترهبنا ميليشيات جماعتك ولا داخليتك، مضى عهد الخوف لا أحد يخاف الآن فاحذر واعتبر من أن تلقى نفس مصير مبارك، فالسجان يناديك.
الحكومة يديرها رجل لا يفقه شيئا وأغرق مصر فى الديون وحمل المواطن فشله فى تحقيق نهضة اقتصادية، فزادت الأسعار وزادت الضرائب وبات المواطن المصرى غير قادر على أن يحيا حياة كريمة.
مر عامان على الثورة وحتى الآن لا أشعر شخصيا بأنها حققت أيا من أهدافها، فلا أشعر بالحرية فى بلد مازال النظام الأمنى يقمع التظاهرات ويتعامل بالرصاص لإجهاض الحريات ولا أشعر بكرامة وأنا أرى وطنى يغتصب أمام عينى ولا أشعر بعدالة اجتماعية فى ظل سيطرة الإخوان على كل المناصب القيادية وطمعهم فى الاستحواذ على كل شىء.
مصر الآن تغتصب وتنزف ولا مخلص يخلصها من الأسر، أتمنى أن يأتى الخلاص من الإله العادل وأن يعم العدل كل بلدان الربيع العربى.


الجريدة الرسمية