"اليونانى المتمصر" فى الساقية
أقامت ساقية عبد المنعم الصاوى، مناقشة لكتاب "اليونانى المتمصر"، للكاتب محمد رفعت الإمام، وتحدث فيه عن تكوين الشخصية اليونانية وعن عقليتهم التجارية لا المكتبية، وأضاف أن "اسكيتاريتيس" هو من أدخل بذرة أطول أنواع القطن فى مصر، ثم تحدث أيضًا عن دور اليونان فى حرب 56، وكيف ساندوا المصريين عند دخول العدوان الثلاثى عليها؟
وتطرق بعد ذلك إلى محتوى الكتاب وأنه يناقش قضية الهوية والعلاقة بين مصر واليونان، خاصة فى فترة تمركز اليونانيين فى الإسكندرية، وإصدارهم لجريدة تحمل اسم الكتاب "اليونانى المتمصر"، والتى أُصدرت سنة 1932 وتوقفت سنة 35، وكانت تُمثل الجالية اليونانية، وكانت الجريدة 8 صفحات 4 منها مكتوبة باللغة اليونانية، و4 باللغة العربية، وكان الهدف من إصدارها تعميق العلاقات المصرية اليونانية، خاصة أن أقدم ثقافتين فى التاريخ الثقافة المصرية واليونانية والحكم فى البلدين ملكى دستورى فى ذلك الوقت.
ولعبت الجريدة دورًا حيويًا فى تنشيط السياحة وجذب "البشوات والبهوات" لقضاء إجازاتهم فى اليونان بدلاً من أوروبا، حيث كان يحمل أكثر من 25 ألف مصرى لقب باشا ومثلهم لقب بيه، وأيضًا أرادت الجريدة أن تربط مصر ببلاد اليونان خاصة أن الجريدة أصدرت من الإسكندرية، واليونانيون يعتبرونها مدينة يونانية ولكن فشلت الجريدة فى الهدف الذى كانت تنشده بسبب تعرضها لهجوم من التيارات الليبرالية والقومية فى مصر.
وأخيراً قدم الكاتب مقارنة بين فترة تواجد اليونانيين وشتى الجاليات فى مصر وبين فترة الحكم الحالى، وأشار إلى سلبيات وإيجابيات اليونانيين وإلى أن إيجابياتهم كانت أكثر وتركوا بصمة فى الاقتصاد المصرى، حيث شهدت مصر فى هذه الفترة ازدهارًا فى شتى المجالات بسبب التنوع فى الجنسيات والثقافات بعكس ما يحدث الآن من توجهات عنيفة فى الرأى مما قد يؤثر على تفريغ مصر من خصوصيتها بسبب أنماط الحكم.
الجدير بالذكر أن محمد رفعت الإمام، ولد فى 23 يوليو عام 1966، وهو أستاذ مساعد فى التاريخ الحديث والمعاصر فى كلية الآداب بجامعة دمنهور، وكان مدير تحرير مجلة "مصر الحديثة"، وسكرتير تحرير سلسلة مصر النهضة وغيرها من المؤسسات الثقافية، ومن أشهر إصداراته "الأرمن فى مصر، إبادة الجنس البشرى، الأرمن والغرب والإسلام، جناة وضحايا ومتهمون".