رئيس التحرير
عصام كامل

مع الاعتذار للعشاق.. لا يوجد حب.. ولكن اغتصاب فقط

إغتصاب
إغتصاب

بمناسبة عيد الحب كتب الأديب الصحفى فتحى غانم مقالا فى ١٧ فبراير ١٩٥٨ بمجلة صباح الخير مقالا بعنوان "مع الاعتذار للعشاق لا يوجد حب ولكن اغتصاب فقط" قال فيه:


"إن عدو المرأة الحقيقى ليس توفيق الحكيم إنه رجل فيلسوف كبير متشائم وساخر اسمه شوينهو، وصف المرأة بأنها حيوان له شعر طويل وهذا الرجل الذى أعلن عداوته للمرأة اشتهر بكرهه للنساء جميعا حتى أمه ومع ذلك رأى فى الحب أنه يمتاز بالذكاء والعمق ويفتح أمامك آفاقا جديدة للتفكير فى هذه العاطفة التى لا بد وأن تشعر بها يوما ما.

يقول شوينهور: "تعودنا أن نرى الشعراء وهم الذين يشغلون أنفسهم بالكلام عن الحب بين الرجال والنساء وكما تعودنا أن نقرأ عن الحب فى الروايات سواء كانت ضاحكة أو باكية وسواء كانت مؤلفة فى الهند أو فى مصر أو فى أى بلد آخر، ويؤكد البعض أن الحديث عن عاطفة الحب كالحديث عن الاشباح والعفاريت، الكل يتكلم عنها ولا يراها وأن الحب حقيقى وموجود وليس مجرد وهم أو خيال ومن يظن عدم وجوده عليه أن يقرء فى المجلات والكتب حتى يتفهم الأمر".

وأقول الحب ليس موجود فقط بل هو يتدخل فى كل شىء فى حياتنا، وهو عاطفة لا تقف أمامها حواجز أو قيود أو عقبات، وهى عندما تنطلق تجعل العاشق مستعد الآن يضحى بحياته من أجل أن يحصل على من يجب وقد تجاهل الفلاسفة والمفكرين الحب كموضوع للتفكير فمثلا أفلاطون تكلم عنه ولكن كمجرد روايات وأساطير وحواديت، وسبينوزا قال: إن الحب يمتاز بالسذاجة ولا يمكن قراءته من أجل التسلية والدعاية، وقال شوينهور الآن الراية فى الحب مادية وبعيدة عن الرومانتيكية وخيال الشعراء وأحلام الفنانين، والحب فى رأيه هو الغريزة هى التى جعلت للحب هذا السلطان وهى التى جعلت العاشق يفقد حياته أو ثروته أو صحته هباء.

إنها الغريزة القادرة على أن تسلب الشريف من شرفه وتحرم المخلص الأمين من ضميره وتحول الوطنى إلى خائن، إنها تستطيع أن تصنع أى شئ وتغير أى شىء.

ويعلن "شوينهور" أن الحب مهما كان ساميا وعتيقا لا بد أن يكمن فى أعماقه تلك الرغبة فى الغريزة التى تتنج خلقا جديدا، وفى النهاية لاداعى لأن نقول إن الحب مشاعر رفيقة وكلمات غزل منسية.


الجريدة الرسمية