عن زلزال "المحلة" المرير !!
في حياة المصريين..اشتهر أهل المحلة بالكرم والطيبة والشهامة.. حتى أنه من النادر أن تجد أهلها أطرافا في مشاكل كبرى في السطو أو القتل أو السرقة.. وفي حياة المصريين السياسية اشتهر أهلها بالحسم الثوري وانحيازهم الدائم للحلول الجذرية ضد الأنظمة الحاكمة..دائما في طليعة الشعب المصري بل ويسبقونه بخطوة حتى باتت معيارا للحركة السياسية ينظرون إليها ليعرفوا مستوى وحجم التحرك والغضب الجماهيري في عموم مصر.. وهو ما لا يفعله إلا شعب حر.
اليوم تبقي المحلة أمام أكثر من اختبار كبير..هي أولا أمام اختبار الله وابتلائه..ففجأة تتعرض المدينة كلها وما حولها إلى زلزال كبير يرجها الآن رجا..تسبب فيه من تخلوا جميعا عن وعيهم ولعبوا مع الشيطان..فأنساهم أنفسهم..وأنساهم من حولهم..وأنساهم ما سيجري لهم وبهم عند الفضيحة..التي سترها الله وفضحها الشيطان..ولأن الانطباعات عند المصريين تدوم وتتمدد..ولأن الزلزال عائلي اجتماعي يطول أكثر نقاط الحياة الخاصة حساسية..لذا فالكارثة مضاعفة..والأمر جد خطير..فالكل هناك - وبكل أسى وأسف - متهم وبلا ذنب مباشر ومحدد يعرفونه وارتكبوه..والكل هناك مجني عليه ولو بشبهات لا ذنب لهم فيها.
الآن..السؤال يلح في غمرة التضامن الإنساني الهائل مع الأبرياء الأطهار وهم الأغلبية الكاسحة من أسر وعائلات المحلة..وبين اللعنات المستحقة على زمرة من أهل الشيطان أغواهم فاغتووا..يبقي السؤال: من المجرم المسئول عن تسريب الأشرطة والمقاطع الفاضحة؟ هل هو مهندس صيانة أجهزة الكومبيوتر الذي أبلغ الشرطة بمحتوىات جهاز مدرب الكاراتيه التي اكتشفها وهو يقوم بإصلاحه؟ أم شخص آخر تلقفها من المهندس وقام بنسخها ؟ هذه الواقعة في ذاتها نراها قضية أخرى تستحق التحقيق ولا ينبغي أن يفلت مرتكبها من العقاب..ففضلا عن نشر الرذيلة إلا أنه أيضا استبقي الحدث المرير ساخنا وملتهبا عند كل المصريين..وهي جريمة في ذاتها !
الأمر الآخر..من الظلم أخذ الشرفاء الأبرياء الأنقياء بشبهات المشبوهين..لذا نقول لجهات التحقيق أعلنوا أسماء من أخطـأ وارتضي الغواية..في إعلانها تلبيس الجرم لأهله وعلي من جاء به واقترفه..وهذا ما قد يبدو أنه بالفعل فضح وتجريس..لكنه أيضا وهذا هو الأهم فيه تبرئة للأغلبية الشريفة المشتبه فيها الآن ظلما وإثما وعدوانا!!
من ارتكب خطأ فليتحمله..إنما المرارة كل المرارة أن تساهم حفنة قليلة من المتشيطنين في تشويه عشرات الآلاف من الأبرياء كل ذنبهم أنهم من هناك..يعيشون في بلدة كانت أمنه مطمئنة..فأصابها ما أصابها!!
