رئيس التحرير
عصام كامل

«المهلة الأخيرة».. تفاصيل مخطط الإخوان لمنع إجراء الانتخابات الرئاسية.. «أبو خليل» رجل الجماعة لتنفيذ مخطط «فوضى سيناء».. «الإرهابية» تتراجع عن «تشويه الم


يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا لا مثيل له من جانب عناصر جماعة الإخوان وعنفًا لم تشهد مصر مثيلًا له، فبعد أن فشلت كل الحيل التي ابتدعها الإخوان وعادت مبادرات التصالح التي عرضها وسطاء لنقطة «الصفر»، لم يجد التنظيم الدولى للإخوان بديلا أمامه سوى إفشال خارطة الطريق ومنع إجراء الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجرى يومى 25 و26 مايو المقبل.


المعلومات التي حصلت عليها «فيتو» تشير إلى أن أحد المنازل التابعة لقيادى كبير بالتنظيم الدولى للإخوان في مدينة «منهاتن» الألمانية شهد الأسبوع الماضى اجتماعًا عاصفًا ضم عددًا من قيادات التنظيم الدولي، ومن بينهم ممثل لإخوان تركيا وآخر للأمير القطرى تميم بن حمد، وثالث من قادة إخوان الولايات المتحدة الأمريكية.

«المهلة الأخيرة»
في الاجتماع أبلغ ممثل إخوان أمريكا قادة التنظيم أن مسئولين في البيت الأبيض ألمحوا له إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما بدأت تنزعج من عدم مقدرة الجماعة على فرض أمر واقع في مصر يُمكّن واشنطن من استخدام كل ما تمتلكه من أدوات ضغط للوقوف إلى جانب الجماعة.

وقال للمجتمعين: واشنطن تريد أن تتدخل بقوة لكن ما يحدث على الأرض لا يساعدها على ذلك، ويجب أن يكون الأمر أكثر حسمًا؛ لأنه بمجرد إجراء الانتخابات الرئاسية وتسمية اسم الرئيس الجديد لن يمكن للإخوان العودة للمشهد السياسي مرة أخرى، وسيصبحون مجرد «فصل» في كتب التاريخ.

«خطة التنظيم»

أيقن قادة التنظيم الدولى للإخوان وقتها أنها المهلة الأخيرة التي تعطيها واشنطن للجماعة لفرض أمر واقع على الأرض في مصر يمكنها من التدخل لمساندة الجماعة، واقترح المندوب القطرى أن يتم وضع خطة مكتملة الأركان يتم تنفيذها خلال الشهر الجارى وحتى موعد إجراء الانتخابات الرئاسية التي يجب أن يعمل إخوان مصر على عدم إجرائها بأى طريقة.

وقبل نهاية الاجتماع كان قادة التنظيم قد وضعوا خطة محكمة تتناسب مع الطلب الأمريكي، ووفقًا للمعلومات فالخطة تعتمد على خلق حالة من الفوضى والدموية داخل مصر لتدويل القضية وتحويلها إلى مشكلة بين طرفين «الإخوان» و«النظام».

وتنص الخطة كذلك على بذل أكبر مجهود لبث الفوضى حتى لو تم ذلك عن طريق «مذابح»، على أن تبدأ هذه الفوضى بقيام الإخوان برفع شعار «كل ما هو دون القتل سلمية»، وتعتمد أيضًا على رفع حالات الاعتداء على المؤسسات العامة وزيادة أعمال العنف في الجامعات، وهو الأمر الذي جعل التنظيم الدولى يرى أنه قادر على إلغاء الانتخابات الرئاسية ومن ثم إلغاء خارطة الطريق.

«التعامل مع انتخابات الرئاسة»

نصت الخطة كذلك على تغيير مسار 40 مليون دولار -ما يوازى 290 مليون جنيه- كان التنظيم الدولى قد خصصها سابقًا لشن حملة داخل مصر وخارجها ضد المشير عبدالفتاح السيسي، فبدلًا من تخصيصها لتشويه السيسي سيتم تحويل مسارها إلى القضاء على خارطة الطريق بأكملها.

وكان رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان استطاع سابقًا الاتفاق مع بعض الصحف البريطانية والأمريكية مثل «نيويورك تايمز» و«جارديان» و«وول ستريت جورنال» على تخصيص صفحات للدعاية ضد السيسي، على أن يكون ذلك في صورة مقالات وحوارات وتحليلات صحفية، ويتكلف أردوغان بسداد فاتورتها.

«القاهرة»

خطة «الفوضى» التي وضعها التنظيم الدولى تعتمد على إحداث حالة من التذمر وسط قيادات عريضة في القاهرة عبر القيام ببعض أعمال العنف في مختلف الأحياء، على أن يتم التركيز في الفترة المقبلة على زيادة عمليات استهداف رجال الشرطة وإحراق بعض مراكز وأقسام الشرطة والجيش على أن ينفذ ذلك أعضاء الفرقة «95».

وتنص الخطة كذلك على إحراق محطات توليد الكهرباء والمحولات وتخريبها بأى وسيلة لإغراق القاهرة في ظلام دامس، وطالب التنظيم في خطته بضرورة تكثيف العنف الطلابى خاصة في الجامعات التي توجد بالقاهرة الكبرى ونقل هذا العنف للمدارس الثانوية وإلى المراكز التعليمية التي تنتشر بالمحافظة لوقف العملية التعليمية لأجل غير مسمى.

ووفقًا للخطة فإن أعضاء الجماعة سيعملون على شحن الأجواء المتوترة بين الحملتين الرئاسيتين للمشير عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي، ومحاولة القيام بافتعال اشتباكات في أي مؤتمر لإحدى الحملتين حتى يتم إنهاء الحملة الأخرى بتدبير هذه الاشتباكات، وتم الاتفاق كذلك على محاولة إثارة روابط الألتراس ودفعهم إلى الاعتراض العنيف على منعهم من حضور مباريات الدوري في المدرجات.

«سيناء»

ويبدو أن التنظيم وضع خطة محكمة لتفجير الأمور في سيناء قد تكون أخطر بكثير من تلك الخطة الموضوعة لإشعال العنف في القاهرة، ففى سيناء سيعمل التنظيم على توحيد الجماعات المسلحة هناك وتوحيد جهودها لتعمل جميعًا في إطار واحد، لتنضم «داعش» و«الجيش الحر» و«بيت المقدس» و«جند الشام» وغيرها من التنظيمات في مجلس شورى موحد يقر العمليات التي ينظمها كل تنظيم على حدة.

ووفقًا للمعلومات فإن خطة الجماعة في سيناء تعتمد إلى حد كبير على شخص يدعى طه محمد عودة أبوخليل وهو من قبيلة بدوية كبيرة ويبلغ من العمر ٣٧ عامًا ويقيم بين منطقتى «جبل الحلال» و«جنوب الشيخ زويد»، حيث تعتبر هذه الأماكن «وعرة» ويصعب على قوات الأمن الوصول إليها نظرًا للصحراء الشاسعة التي كان يستخدمها كمواقع لتدريب من يقوم بتجنيدهم من أهالي سيناء أو الوافدين ومنهم من عليه أحكام.

طه أبوخليل صدرت ضده أحكام عام ٢٠٠٥ في قضية أحداث طابا ولم يتم القبض عليه ولاذ بالفرار داخل الدروب الجبلية
وتعتبره السلطات مسئولًا رئيسيًا في حوادث قتل الجنود والهجوم على الأكمنة، واستهداف مدرعات الجيش.

بعد الاتفاق على هذه الخطة اتفق المجتمعون على ضرورة أن يقوم التنظيم الدولى للإخوان بتوفير دعمه المادى هذه الخطة وأن يقوم مسئول من حركة حماس بنقل هذه الخطة لعناصر الجماعة والجماعات المتحالفة معها سواء في العاصمة «القاهرة» أو «سيناء» وغيرها من المناطق التي وضعها التنظيم كمسرح مفتوح لأعمال العنف التي سيشرف عليها.

"نقلا عن العدد الورقي"
الجريدة الرسمية