رئيس التحرير
عصام كامل

عم عبدالهادى شرباش.. وحمدين وصدومة وظاظا!


ربما لم أشعر بالضيق والألم مثلما شعرت بحادث تفجيرات جامعة القاهرة، أعرف تماما أن مصر في حرب حقيقية، وأعرف أن فى الحرب لابد من دفع ثمن وقد يكون الثمن أكبر مما نتوقع.


في حرب أكتوبر 73 شارك 3 من الأشقاء فيها ومن قبلهم شقيق أحد أبطال حرب الاستنزاف ولم أخف عليهم، بل كنت أتمنى أن أتشرف بأن أكون شقيقا لشهيد، حتى أن أحدهم كان في حصار الجيش الثالث، ولم أنزعج ولم أقلق مثلما كان حال الأسرة الأب والأم والأشقاء، كنت أدرك جيدا هذا عدو الله وعدو الإنسانية واحتل بيت المقدس وأجزاءً من بلادى الجولان والضفة الغربية وسيناء، لم أكن أعبأ كثيرا بمن يسقط شهيدا..

المهم أن أحرر أرضى، أستعيد كرامتى، ولكن اليوم الذي يقتلنى المفترض أنه إنسان شرب من مياه النيل وظللته مصر بحبها وحضنها وأمانها وبالأمس القريب كان يدعونى أخًا له، ولكن اليوم لم يعد يشغله سوى النيل منى، يحاول إرهابى وقتلى، والغريب أنه يدعى أنه يدافع ويقتل ويرهب باسم الإسلام.. والله ورسوله منه براء، شعرت بالمرارة لأننى اكتشفت من تصورت أنهم مصريون وبشر مثلنا خدعونا وهم لا علاقة لهم بمصر أو الإنسانية.

عيب أمر هؤلاء لم نقرأ في كتاب للسنة أو القصص أن مسلمًا قتل كافرا وهلل وأطلق تصريحاته التي تنم عن شماتة وغل وحقد ليس على الشهيد فقط ولكنه على المجتمع الإنساني، للأسف هذا يحدث ممن يدعون أنهم مسلمون، يحدث من طالت لحاهم ويفتون بأن الحرق والقتل هو فى إطار السلمية..

أستطيع أن أجزم بأن هؤلاء لا علاقة لهم ليس بالدين فقط بل إنهم خارج الإنسانية! في نفس الوقت تجد صورة أقرب للعبث وهو ما يحدث من أفراد مصابين بأمراض نفسية أو خلقية تفكر في الترشح لرئاسة الجمهورية، وهذا يذكرنى بعم عبدالهادى شرباش -رحمه الله-الذي تعرفه محافظة الغربية كلها، رجل طيب، يحبه طوب الأرض، يصادق الجميع، كان يهوى الانتخابات، أي انتخابات الاتحاد الاشتراكى.. مجلس الأمة -الشعب فيما بعد.. إلخ.

وكانت النتيجة دائما واحدة لا تتغير، يأتى عم عبدالهادى في المركز الأخير ودون تغيير، الطريف أنه في كل استحقاق انتخابى يؤكد لنا أنه سينجح هذه المرة، ونسأله عن السبب وثقته من أين جاءت؟ يقول الناس فقدت الثقة في فكرى الجزار وشوقى الهوارى وأبوشادى الكيلانى وجاء الوقت للتغيير، ولا أستطيع أن أنسى مطلقا بشاشته وروحه الرياضية عند كل خسارة، بل كان يشكر الناس على وعد النجاح في المرة المقبلة..

لم ينزل التحرير للمطالبة بتشكيل مجلس رئاسى بعد فشله أو يتهم أحدًا بالتزوير، هذه الحالة ذكرنى بها الباحثون عن الشهرة مثل صدومة وظاظا.. وأيضًا من سبق أن فشل مثل حمدين صباحى..! مع الفارق أن هذا الرجل عاش ومات شريفا ولم يتسول أو أحد أعطاه مليما، أما الآن فهناك من وضع يده في أيدي الإخوان واليوم يدعي غير ذلك.. وتغيب مصر من قلوب وعقول هؤلاء لأنهم لا يبحثون إلا عن مصالحهم..!!
الجريدة الرسمية