رئيس التحرير
عصام كامل

«إيجي سات» يثير موجة من الجدل قبل إطلاقه.. شلتوت: القمر روسي ولا فائدة تعود على مصر من ورائه.. يحيى: نتاج تعاون مشترك بين الجيش المصري ونظيره الروسي.. بخيت: القمر وظيفته بحثية وليست عسكرية


مع إعلان رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، أمس إطلاق القمر الصناعي (إيجي سات) من قاعدة "بايكنور" الروسية بجمهورية كازاخستان غدا الأربعاء، ثارت موجة من السخط في الأوساط العلمية المصرية المتخصصة في مجال الفضاء لعدم معرفتهم بالأمر.


وحسب تصريحات "محلب" فإن القمر الصناعي المصري "الروسى الصنع" الجديد يساهم في دعم الوجود المصري في مجال الفضاء، تمهيدًا لإنشاء وكالة فضاء مصرية تتيح استثمار دراسات وجهود العلماء والباحثين المصريين في هذا المجال، ويخدم كافة مجالات التنمية في مصر، كالزراعة والصناعة والتعدين والتخطيط العمراني والمياه والبيئة والرصد المبكر للمخاطر الطبيعية، كما يمكن استخدام إمكانياته رصيدًا لدعم مشروعات التنمية في المنطقة العربية والقارة الأفريقية.

من جانبه نفى الدكتور وائل الدجوي وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي، في تصريحات صحفية منذ أيام، أي علاقة لوزارة البحث العلمي بالقمر الصناعي المصري «إيجي سات»، مضيفا أنه لم يتم التواصل مع الوزارة من أي شخص أو جهة أو مؤسسة خارجية أو داخلية خلال الأيام الماضية، ومنذ توليه الوزارة بشأن إطلاق قمر صناعي بحثي مشترك مع روسيا أو غيرها.

ووسط هذا الغموض والسرية التي تم التعامل بها مع أمر هذا القمر وعدم الإعلان عن صفقات لشرائه من قبل، كما لم تنشر الحكومة حتى الآن أي تفاصيل عن مواصفات القمر وقدراته، أو حتى اسم الشركة المصنعة، وهو ما سبب لبسا لدى وسائل الإعلام المختلفة فتم الخلط بين قمرين الأول وهو المزمع إطلاقه غدا "إيجى سات"، وبين قمر آخر تماما وهو قمر مصرى بمكونات مصرية وعمل علماء مصريين واسمه "إيجيبت سات 2" وسينطلق عام 2016.

وفى أول ردود الأفعال من علماء الفضاء المصريين وتحليل الخبراء العسكريين، أكد العلماء عدم معرفتهم بأمر القمر إلا من خلال وسائل الإعلام وهو ما دفعهم للقول أنه قمر "عسكري" وخاضع للجيش ولذا يتمتع بهذه السرية، بينما نفى أحد الخبراء العسكريين هذا الأمر جملة وتفصيلا.

ودعا الدكتور مسلم شلتوت رئيس بحوث البيئة الفضائية ببرنامج الفضاء المصرى وأستاذ بحوث الشمس والفضاء، إلى التفريق بين القمر الروسى "إيجى سات" والقمر المصرى "إيجيبت سات 2" فالقمر "إيجيبت سات2" هو مشروع خاص ببرنامج الفضاء المصرى والذي تنفذه "هيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء المصرية" وهو بتصميم مصرى، وتجميع مصرى، ومكونات مصرية بنسبة 80%، وسينطلق ما بين عامى 2016 و2017، وجار التفاوض مع بعض الدول الأجنبية للتعاون في إنشاء وإطلاق هذا القمر البحثى.

وهاجم "شلتوت" القمر "إيجى سات" المزمع إطلاقه غدا، وقال «هو قمر "حسين الشافعى"» في إشارة إلى الدكتور حسين الشافعى مستشار وكالة الفضاء الروسية، وهو قمر غير مفيد وبلا عائد لمصر، لأنه صنع في روسيا، ولم يشارك به علماء مصريون وهو ما لم يسمح بنقل تكنولوجيا صناعته لمصر أو تبادل للخبرات بين العلماء الروس والمصريين في صناعته، فهو مثل القمرين "نايل سات 1"، "نايل سات2" اللذان تم شراؤهما من فرنسا بورق سلوفان، "تسليم مفتاح".

وأكد أنه لا يوجد أي مهندس مصرى يعرف ما هي مكوناتهما أو طريقة تصنيعهما بالرغم من أن تكلفة شرائهما من فرنسا تصل ضعف تكلفتهما لو تم مشاركة مصر في عمليات تصنيعهما، وهو ما ينطبق على القمر الروسى أيضا".

وقال أستاذ علوم الفضاء: "لا أستطيع أن أحدد وظيفة هذا القمر لأنى لا أعرف خصائصه أو مكوناته ولا مواصفاته هل هو قمر بحثى أو صنع لأغراض أخرى ولا أعرف إمكانياته، وهل يقيس في ضوء مرئى أم غير مرئى وما درجة "الريزليوشن" الخاصة به؟ كم ارتفاعه؟ وغيرها من البيانات".

وأشار إلى إمكانية استخدام الأقمار الصناعية "البحثية للاستشعار عن بعد" في مجال رصد حركة المركبات والسيارات في سيناء مثلا إذا كان "ريزليوشن" عالى ويعمل القمر بالأشعة تحت الحمراء، وإذا كان هذا القمر ذا "ريزليوشن " فائق الدقة مثل قمر التجسس الإسرائيلى "أفق 10" والذي أطلق منذ أيام، فهو يستطيع رصد حركات الأفراد أنفسهم لأنه ذو قدرة تمييز عالية تميز حركات البشر أنفسهم على الأرض.

من جانبه أكد الدكتور عادل يحيى عضو مجلس بحوث الفضاء، ورئيس وحدة الاستشعار عن بعد الأسبق، على عدم معرفته بأمر هذ القمر ومواصفاته، إلا أنه رجح أن يكون القمر "عسكريا" ونتاجا لتعاون الجيش المصرى مع نظيره الروسى، وهو ما يفسر الغموض الذي يحيط به.

بينما رفض اللواء حمدى بخيت القول بأن القمر "إيجى سات" قمر عسكري، لأنه ليس لدينا برنامج فضاء مصرى وما زلنا في البدايات ونحبو في هذا المجال- حسب تعبيره-، ولأن تكنولوجيا الأقمار الصناعية العسكرية تكنولجيا متوطنة، ومصر ليس لديها مثل هذه التكنولوجيا لإدارة أو صناعة قمر يستعمل لأغراض عسكرية.

وأكد أن القمر"إيجى سات" قمر بحثى، وظيفته التعرف على معالم الخريطة والمواد والتضاريس الصالحة للزراعة والتعدين وهكذا وطبقا لما تغذى به من بيانات يساعد على التنمية في مصر".

وطالب الشعب المصرى بتوجيه الشكر للروس الذين ساعدونا بوسيلة إطلاق لوضعه في مداه، وأمدونا بتكنولوجيا مساعدة لنضع أغراض هذا القمر في مجال البحث العلمى على إطلاقه، وهذا التعاون الإستراتيجى بين الدولتين في مجال البحث العلمى، يدفعنا لتنمية أبحاثنا فى هذا المجال".

وفسر "بخيت" عدم معرفة القائمين على أبحاث الفضاء في مصر بمعلومات أو تفاصيل عن "إيجى سات" لأنه قمر تم شراؤه من روسيا ولم تشارك مصر في صناعته.
الجريدة الرسمية