رئيس التحرير
عصام كامل

جواسيس الغرب ينظرون بشوق إلى روسيا


يتجه اهتمام الغرب إلى روسيا بعد أحداث أوكرانيا، ولكن بعد مرور ربع قرن على سقوط جدار برلين تقلصت بشدة خبرات التجسس والمعلومات المتعلقة بروسيا وقد تشهد المنطقة ظهور جيل جديد من الجواسيس لا يشبه جيمس بوند وأناقته وصديقاته.

فالمفاجأة التي عصفت بواشنطن وحلفائها لدى انفصال منطقة القرم عن أوكرانيا وانضمامها إلى الدب الروسى كشفت عن حاجة ماسة للتركيز من جديد على موسكو.

يقول مسئولون حاليون وسابقون في أجهزة الاستخبارات والمخابرات الغربية إنه بعد هجمات 11 سبتمبر2001 بات التركيز منصبا على التشدد الإسلامي وعلى الشرق الأوسط.

قالت فيونا هيل ضابطة المخابرات الأمريكية المتخصصة في شئون روسيا خلال الفترة من 2006 إلى 2009 "هناك عدد معين من الخبراء المتخصصين في روسيا.. أناس عاشوا هناك ولديهم خبرة عالية.. لكن لا يوجد طلب عليهم من جانب الحكومة."

وأضافت هيل التي تعمل الآن مديرة لمركز الولايات المتحدة وأوربا في معهد بروكينجز "البنتاجون تحديدا فقد الكثير من خبرائه المتخصصين في شئون روسيا وكذلك البيت الأبيض."


ويقول مسئولون ومحللون إن هناك شعورا متزايدا بأن الغرب كان ينبغي له أن يكثف التركيز على روسيا وبخاصة مع تزايد إنفاقها الدفاعي بنحو 30 في المائة بعد حربها مع جورجيا عام 2008.

وقال ضابط مخابرات غربي سابق طلب عدم نشر اسمه "المشكلة الأساسية تتمثل في الوفرة العددية في وقت ينصب فيه التركيز حاليا على مكافحة الإرهاب والعراق وأفغانستان والصحوة العربية."



مفاجأة عسكرية تهز الإستراتيجيات الغربية

وتقول مصادر في المخابرات: إن من بين الأسباب التي جعلت أحداث القرم تأخذ واشنطن وحلفاءها على حين غرة هو أنه خلال الحشد العسكري الروسي في المنطقة لم يكن هناك مؤشرات تذكر على حدوث تدخل عسكري وشيك للاستيلاء على شبه الجزيرة.

بالنسبة للولايات المتحدة ساعدت واقعتا تجسس أمكن رصدهما خلال العقد الأخير في إعادة الأنشطة الروسية المريبة إلى دائرة اهتمام أجهزة المخابرات.

كانت الأولى عام 2008 حين تم اكتشاف برنامج تجسس متطور أطلق عليه اسم (إيجنت بي.تي.زد) أصاب أجهزة كمبيوتر خاصة بوزارة الدفاع بعد تسلله إليها عبر وحدة تخزين (يو.إس.بي) عثر عليها لاحقا في مرأب سيارات تابع لقاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.

وربما يسهم ضم روسيا للقرم في إحياء تخصصات عسكرية مثل حروب الدبابات والغواصات التي أهملت بسبب الحملة الطويلة في أفغانستان ذات الأراضي الجبلية الوعرة والتي لا تطل على بحار.



م م / ط أ (رويترز)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية