رئيس التحرير
عصام كامل

اعدموا الفتنة ولا تتركوها نائمة!


عدنا للأسف نردد بعد مذبحة أسوان الصادمة ما تعودنا قوله من قبل كلما انفجرت أزمات في وجوهنا، وهو القول الخاص بتلك الفتنة القائمة التي لعن الله من أيقظها!


ولا خلاف بالطبع أن كل من يوقظ فتنة ملعون من الله وكل رسله وكل المؤمنين في العالم.. بل يتعين ألا نكتفي بأن يلعن الله من يوقظ الفتنة من نومها، وإنما يجب علينا أن نحاسبهم ونعاقبهم بالقانون، فهم بحكم هذا القانون ارتكبوا جريمة التحريض على القتل، وفي حالة أسوان كان القتل جماعيا ومستفزا ومثيرا للفزع لكل المصريين وليس لأهالي أسوان وحدهم.

ولكننا صرنا نحتاج الآن أن نقضي على الفتنة بالكامل ونقتلعها من جذورها تماما لا أن ندعها نائمة.. فما دامت الفتنة موجودة وعلي قيد الحياة فإن من يتربص بنا سوف يتحين الفرصة المناسبة له لإيقاظها مجددا لتنفجر في وجوهنا وفي نهاية المطاف يضاف إلى قائمة ضحايا الفتن المزيد من هؤلاء الضحايا.

ولن نتمكن من القضاء على الفتن النائمة في أرضنا إلا بالتخلص من أسباب وجودها سواء كانت هذه الفتن طائفية أو قبلية أو عائلية أو حتى سياسية.. وبالنسبة للتركيبة الاجتماعية والعلاقات المتراكمة بين القبائل والعائلات المختلفة في أسوان، ومنها ما يتعلق بتراكمات تاريخية في أوضاع وظروف أهل النوبة، ومنها أيضا ما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهل أسوان بعد تراجع السياحة، والأمر الذي أشاع غضبا فتح الباب أمام انتشار الجريمة والاتجار بالسلاح.. وزاد على ذلك كله تطورات سياسية تصب في اتجاه أنصاف النوبيين وحصولهم على كامل حقوق المواطنة وهو ما قد يكون لم يلق تفهما اجتماعيا كاملا بعد.

ولا سبيل أمامنا للتخلص من كل أسباب الفتنة هذه ألا بفرض هيبة الدولة وذلك سوف يتحقق فقط بتطبيق القانون على الجميع.. بالقانون وحده سنقضي على الفتنة.
الجريدة الرسمية