شوقى عبد الكريم أول «مفتى» منتخب.. لا ينتمى إلى تيار سياسى.. حصل على أعلى نسبة تصويت من كبار العلماء.. اللجنة استبعدت "البر" لانتمائه للإخوان.. وعثمان: دار الإفتاء ستظل مستقلة
جاء اختيار الدكتور شوقى إبراهيم عبد الكريم، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، ليخلف الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الحالى، بعد انتخابه بالاقتراع السرى المباشر من هيئة كبار علماء الأزهر، ليكون أول مُفتٍ للديار المصرية يأتى بالانتخاب، بعد تعديلات قانون الأزهر، ويتولى منصبه رسميا فى شهر مارس المقبل.
ولد الدكتور شوقى فى كوم حمادة بالبحيرة، وهو أستاذ ورئيس قسم الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع طنطا، وحصل على الماجستير عام 1990، والدكتوراه عام 1996، واجتاز الشروط الخاصة بالمفتى الجديد بنجاح ومنها العلم بأصول الفقه وأن يقل عمره عن 60 عاما.
وحصل شوقى على أعلى نسبة تصويت من أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف خلال اجتماع الهيئة برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
كانت اللجنة المشكلة من هيئة كبار العلماء تقدمت بعدد من الأسماء التى تنطبق عليها شروط الترشح لمنصب المفتى، وتم اختيار 3 أسماء من بينهم؛ لإجراء اقتراع سرى عليهم، ويتم رفع اسم الحائز على أعلى الأصوات لرئيس الجمهورية للتصديق عليه واعتماده.
والأسماء التى اختارتها هيئة كبار العلماء لاختيار المفتى تضم الدكتور عطية السيد خياط أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة جامعة الأزهر، والدكتور فرحات عبد العاطى سعد، والدكتور شوقى عبد الكريم، وحصل "شوقى" على أعلى الأصوات فى نتيجة الاقتراع؛ مما دفع هيئة كبار العلماء بالإجماع لاختياره مفتيا للديار المصرية خلفا للدكتور على جمعة.
الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، أكد أن اختيار العلماء لأسماء المرشحين للمنصب تم وفق عدة جوانب، ومنها الناحية العلمية بأن يكون لمن تم اختيارهم مؤلفات متعددة، على ألا يكون له انتماء سياسى، وذلك يظهر من خلال مناقشته عند التقائه أعضاء اللجنة، حيث ينصح ألا يكون للمفتى أى ميول سياسية أو حزبية؛ خوفا من أن يكون هناك انحياز سياسى لفصيل دون الآخر.
وأضاف عثمان أن المفتى لا بد أن يكون له شخصية مستقلة، وأن يكون المفتى مُلِمًّا بالقضايا الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن يكون ملتزما بالمنهج الأزهرى الوسطى المعتدل، وهذا هو الأساس فى اختيار المفتى الجديد، موضحا أن هناك شروطا أخرى راعتها اللجنة، منها أن يكون هناك مدة باقية للمرشح فى الخدمة، وأن يكون حسن السمعة والسلوك.
كان قد تقدم 15 عالما أزهريا إلى اللجنة المشكلة من هيئة كبار العلماء لتولى منصب مفتى مصر، خلفا للدكتور على جمعة، ومن بين هذه الأسماء الدكاترة عبد الفتاح إدريس، وسعد الدين الهلالى، ورمضان محمد عيد، وعباس عبد الله شومان، ومحمد أبو هاشم، والدكتور عبد الرحمن البر الذى تم استبعاده لانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين.
وتم اختيار الدكتور شوقى لشغل المنصب فى اجتماع هيئة كبار العلماء، لكن بعض العلماء أوصى فى اجتماع بالتجديد للدكتور على جمعة؛ نظرا لما تمر به البلاد من عدم استقرار، إضافة إلى استكمال بعض المشروعات التى بدأها فى إطار تطوير دار الإفتاء المصرية.
يذكر أن المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى السابق قد أصدر قرارا فى فبراير 2012، رقم 109 لسنة 2012 بالتجديد للدكتور على جمعة مفتى الجمهورية لمدة عام تنتهى فى مارس 2013.