رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. مطروح: بوابة الأسلحة الثقيلة إلى مصر عبر حقول الألغام.. قبائل "أولاد على" وضعت أيديها على ملايين القطع الآتية من ليبيا.. ومصادر أمنية: ضبطنا 2 مليون قطعة بعد الثورة

فيتو

انتقلت "فيتو" إلى محافظة مرسى مطروح، والتى تعد البوابة الغربية التى تتدفق منها الأسلحة النارية إلى البلاد، وكل يوم تُعلن الأجهزة الأمنية عن ضبط عشرات من قطع السلاح، بداية من الطبنجات الصغيرة، حتى الصواريخ المضادة للطائرات والمدافع الثقيلة..

فى شوارع المحافظة الهادئة راحت "فيتو" تبحث عن شهود عيان من الأهالى يكون على علم بعصابات تهريب الأسلحة وأساليبهم فى إدخالها عبر الحدود مع ليبيا.. بعد بحث طويل توصلنا إلى أحدهم، ووافق على الحديث بشرط عدم ذكر اسمه لا تصريحًا ولا تلميحًا حتى لا يتعرض للأذى من مافيا السلاح.

وقال الرجل: "فى أعقاب الثورة الليبية، وبعد تفكيك الجيش النظامى هناك، وقعت ملايين قطع السلاح سواء الخفيفة أو الثقيلة فى أيدى الثوار وكبار العائلات هناك، خاصة المنتمين إلى قبيلة "أولاد على"، فاعتبروها ثروة هائلة هبطت عليهم من السماء وتركوا وظائفهم وأعمالهم الطبيعية وتحولوا إلى تجار سلاح، وكان من الطبيعى أن يتوجهوا إلى مصر لترويج بضائعهم الجديدة، واتفقوا مع بعض المصريين على تكوين مافيا ضخمة لتهريب الأسلحة، ومع الوقت زاد حجم هذه التجارة، خاصة مع استمرار حالة الانفلات الأمنى فى مصر، وحقق العاملون بها مكاسب لم يحلموا بها".. صمت الرجل قليلًا، وأضاف: "استغل المهربون الطبيعة الجغرافية لمحافظة مرسى مطروح، ولجأوا إلى طريقين لإدخال الأسلحة إلى مصر.. الأول هو الطريق البحرى، حيث توضع الأسلحة فى مراكب صيد ترسو قبالة السواحل الليبية وتحديدًا فى منطقة "البردى"، ثم تبحر بها فى عمق البحر المتوسط بعيدًا عن نقاط مراقبة خفر السواحل، ثم تغير اتجاهها، وتعود لتستقر أمام السواحل المصرية فى مناطق سيدى برانى والنجيلة والسلوم، وتفرغ حمولتها ليتسلمها فريق آخر من المهربين، ينطلق بها إلى محافظات مصر المختلفة خاصة البحيرة، التى توجد بها فروع لبعض القبائل الليبية ومنها قبيلة "أولاد على"..
أما الطريق الثانى فهو البرى، ويعد الطريق الموصل بين واحة جغبوب الليبية وجنوب واحة سيوة جنوب غرب مصر، مرورًا ببحر الرمال الأعظم، والذى يعد من أهم مسالك التهريب باستخدام السيارات ذات الدفع الرباعى.
وهناك أيضًا منطقة السلك الشائك الواقعة جنوب مدينة السلوم بمسافة من 60 إلى 150 كيلو متراً, وهى منطقة مليئة بالمدقات والدروب الصحراوية المحاطة بحقول الألغام، ويلجأ المهربون إليها؛ لأن الأجهزة الأمنية ترى أنه من المستحيل السير فيها.. ويعتمد المهربون بخلاف السيارات على الجمال والحمير والبغال فى نقل بضائعهم من الأسلحة المختلفة، ويساعدهم دليل من العارفين بالدروب الصحراوية الوعرة.
وقد اكتفت "فيتو" بما حصلت عليه من معلومات من شاهد العيان، والتقت أحد المصادر الأمنية فى مرسى مطروح وسألته عن أعداد وأنواع الأسلحة التى تم ضبطها منذ اندلاع الثورة المصرية وحتى الآن فأجاب: «الأجهزة الأمنية المختلفة سواء التابعة لوزارة الداخلية، أو القوات المسلحة ومخابرات حرس الحدود، نجحت فى ضبط الآلاف من قطع الأسلحة النارية خلال الفترة الماضية، ومنعت دخول مئات الآلاف منها إلى البلاد، بالإضافة الى ضبط مليونى، و84 ألفًا و680 طلقة مختلفة الأعيرة..
أما أنواع الأسلحة فتنوعت بين البندقيات الآلية والأتوماتيكية، والطبنجات والمدافع الرشاشة، وبندقيات القناصة ومدافع الجرينوف والهاون، والآر بى جى، والصواريخ العابرة للمدن، وصواريخ جراد أرض أرض، ومدافع وصواريخ مضادة للطائرات، ورءوس صواريخ حديثة الصنع ذات تكنولوجيا عالية، وقنابل شديدة الانفجار، وآلاف القنابل اليدوية، وقواعد إطلاق الصواريخ مثبتة على السيارات»..
وقد أشار المصدر الأمنى "ضابط" إلى نقطة مهمة، وهى أن محافظة مرسى مطروح لا تستخدم هذه الأسلحة، وإنما هى معبر لها فقط، بسبب العادات والتقاليد الراسخة لدى القبائل والتى تمنع استخدام السلاح فى تسوية المنازعات.
الجريدة الرسمية