رئيس التحرير
عصام كامل

حراس المواطنة


لأن النهوض بالبشر لا يكفي أن يكون اقتصاديا أو اجتماعيا فقط وإنما ثقافيا أيضا، حرصت الهيئة القبطية الإنجيلية منذ نحو عقدين من الزمان على إنشاء منتدي خاص لحوار الثقافات شارك فيه من البداية قادة الرأي والفكر والمثقفين، ثم اتسع ليشمل رجال دين وإعلاميين وأكاديميين خاصة من الشباب في هذه المجالات.


كان الهدف هو المشاركة في النهوض بوعي الناس.. فمنذ البداية والهيئة تدرك أنها مجرد منظمة مجتمع مدني وليست حزبًا أو تنظيما سياسيا لذلك رغم تناول مختلف القضايا المجتمعية وبعضها ذو طابع سياسي نظرا لطبيعة المرحلة التي مرت بها مصر خلال عمر المنتدي حيث اتسمت بحالة حراك سياسي واسع تخص في نهاية المطاف عن انفجار ثوري في ٢٥ يناير ٢٠١١ تجدد في ٣٠ يناير ٢٠١٣.

وقد كرس المنتدي الذي تديره الناشطة سميرة لوقا جل جهده منذ تأسيسه على نشر قيم ومبادئ العيش المشترك وفي المقدمة منها قيم ومبادئ المواطنة والتسامح، والسلام المجتمعي، ونبذ العنف، والمساواة والعدالة الاجتماعية، والتعددية السياسية والفكرية والدينية وقبول الآخر في ظل التماسك الاجتماعي.

وأثمرت جهود المنتدي عن نجاح لا يمكن إنكاره في إطار المجموعات التي شاركت في أنشطته وحواراته حيث خلق نماذج طيبة يمكن الاحتذاء بها بين رجال الدين وشباب الإعلاميين والأكاديميين.. وساعد على ذلك أن مدير الهيئة  أندرية زكي منح اهتمامه للمنتدي وأن من يساعد سميرة في إدارة المنتدي مجموعة مختارة من الذين نجحوا في مجال العمل التنموي وأصحاب خبرات عملية في مجال العيش المشترك في الواقع.

وخلال العام الماضي والأعوام التي تلت ٢٥ يناير اهتم المنتدي بشكل خاص بالحوار الذي يفيد دفع عملية التحول الديمقراطي.. ولذلك نظم خلال العام الماضي نحو ١٣٤ لقاء شارك فيه أكثر من ١٤٥٠ مشاركا وبعض هذه اللقاءات تمت بالتعاون مع بيت العائلة، كما ساهم المنتدي بجهد واضح في صياغة الدستور من خلال تقديم اقتراحات محددة للجنة الخمسين.. فالمنتدي يؤمن بأهمية أن يوقد شمعة بدل من أن يلعن الظلام.
الجريدة الرسمية