رئيس التحرير
عصام كامل

"احذر هاتفك مراقب".. خبراء: جهات خارجية تتجسس على جميع مكالمات المصريين.. تخاذل الدولة عن "التصنيع" وراء الكارثة.. شركات المحمول تنفي وجود شبهات للتجسس..الحكومة ترد بخطة قومية لتصنيع الإلكترونيات


يبدو أن ابتعاد الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن الاستثمار في تصنيع البنية التحتية للاتصالات الخاصة بها كسيرفيرات شركات المحمول، جعل مكالمات المصريين في متناول دول عدة، تقوم بتصنيع تلك الأجهزة وتحتفظ لها بأبواب خلفية "كلمات مرور" لتلك الأجهزة، تمكنها من الدخول على تلك الأجهزة في البلاد التي تعمل بها، لتتمكن من متابعة أي مكالمة تريدها.


أكد الخبراء أن جميع خوادم شركات الهاتف المحمول في مصر مخترقة من جانب جهات أجنبية، خاصة تلك الدول المصنعة لها.. تلك التصريحات تؤكد أنه بإمكان دول خارجية عديدة التنصت على جميع مكالمات المصريين، التى تتم عبر شبكات المحمول في مصر بكل سهوبة.

يؤكد تلك الأنباء التسريبات الأخيرة لمؤسسة "كريبتوم" الأمريكية حول تجسس وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA على نحو 125 مليار اتصال هاتفي بدول منطقة الشرق الأوسط.

وقال الدكتور هشام المهدي أستاذ الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة: إن معظم الدوائر الإلكترونية لأجهزة الاتصالات المستخدمة حول العالم تصنع بالولايات المتحدة الأمريكية، أو الدول الحليفة لها.

وتابع في تصريحات لـ"فيتو": "تحتفظ إدارة تلك الدول بما يسمى بـ "الأبواب الخلفية"، لتلك الدوائر عند تصنيعها، الأمر الذي يمكنها من اختراق جميع أجهزتها المستخدمة حول العالم، بما فيها الخوادم الرئيسية لشركات الهاتف المحمول الثلاثة، وما تحويه من مكالمات أرشيفية.

وأشار إلى أن تلك الجهات عبر "أبوابها الخلفية" بتلك الخوادم لا يمكنها فقط التصنت على المكالمات، بل يمتد الأمر إلى الحصول على تسجيلات المكالمات السابقة للمواطنين.

لتأتى الخطوة اللاحقة بوضع تلك التسجيلات على برامج تجسس لديها يمكنها من البحث عن الأحداث وغيرها عبر كلمات معينة، ليصل إلى نتائج محددة.

جاء ذلك رغم تأكيدات وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري عاطف حلمي في تصريحات سابقة، أن المكالمات الهاتفية المصرية مؤمنة تمامًا من عمليات التجسس الخارجية، رغم قوله إن الحكومة رصدت منذ فترات طويلة محاولات عدة لاختراق بعض المواقع، إلا أنها تعاملت معها باحترافية شديدة.

يأتي ذلك في الوقت الذي حاولت فيه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية مواجهة غزو التكنولوجيا الخارجية للبنية التحتية لسوق الاتصالات المصرية، بإطلاق الإستراتيجية العامة لدعم صناعة الإلكترونيات في مصر، لتحقيق عائدات بقيمة 10 مليارات دولار بحلول 2020، و70 مليار دولار بحلول عام 2030.

في المقابل قال مصدر مسئول بإحدى شركات المحمول المصرية "رفض الإفصاح عن هويته": إن سيرفرات الشركات الثلاث العاملة في السوق تحتفظ فعليا بتسجيلات لمكالمات المواطنين.. وهو ما تعتمد عليه تلك الشركات في تقديمه للجهات القضائية عند وجود إذن نيابي بذلك.

وفى الوقت نفسه نفي المصدر إمكانية قيام أي جهة خارجية باختراق سيرفراتها الداخلية، مؤكدا أن تلك الأجهزة تخضع لاختبارات قياسية عالية الجودة من قبل تلك الشركات قبل استخدامها.

في المقابل قال طلعت عمر خبير أمن المعلومات والاتصالات: "رغم اختراق معظم خوادم شركات الهاتف المحمول في مصر، إلا أن ذلك لا يعنى تورطها في عمليات تجسس".

وتابع: "عمليات التجسس على المكالمات الهاتفية هي عملية مخابراتيه، تتم عبر زرع أجهزة تنصت في أماكن قد لا تكون إستراتيجية، بل فقط يتم اختيار تلك الأماكن بحيث يمكن التقاط ترددات شركات الاتصالات الهوائية فقط.

وأضاف: "عملية اختراق المكالمات الهاتفية تتم دون علم تلك الشركات، ولكن ذلك لا يعنى وجود اختراق فعلي لأجهزة تلك الشركات".

كان موقع مؤسسة «كريبتوم – Cryptome»، وهي مكتبة رقمية أمريكية مستقلة للمستندات السرية، نشرت أن المؤسسة الأمريكية أجريت 7.8 مليارات عملية تجسس على الاتصالات في المملكة العربية السعودية، ومثلها في العراق، فيما وصل عدد عمليات التجسس على مصر إلى 1.9 مليار اتصال، مقابل 1.6 مليار اتصال في الأردن، بحسب الموقع الأمريكي.
الجريدة الرسمية