رئيس التحرير
عصام كامل

مصر.. والمشروع العثماني الأمريكي


مع سقوط حكم الإخوان يوم ثلاثين يونيو 2013، تعرض المشروع الصهيو أمريكي القاضي بتلزيم المنطقة للسلطان العثماني أردوغان وإيجاد الهلال الإخواني الممتد من إسطنبول إلى تونس والجزائر إن أمكن، وتكليفه بإعلان الحرب الطائفية في المنطقة، لضربة من العيار الثقيل، إلا أنها لم تقض عليه نهائيا، فما زالت أصابع الزمار تتحرك وتسعى للفساد في الأرض.


يوم الجمعة 4 أبريل، نشرت جريدة الأهرام المصرية تقريرا عن النفوذ المتمادي لتنظيم القاعدة في ليبيا وارتباطاته بالمخابرات القطرية، وأن هذا التنظيم مرتبط بنظائره في مصر ويتعاونان في نقل الأسلحة والذخائر عبر الحدود المصرية الليبية.

كما ذكر التقرير أن اجتماعا تنسيقيا عقد في أنقرة 25 يناير 2014 بين مدير المخابرات القطرى غانم الكبيسى ومدير المخابرات التركية حقان فيدان، وأن تلك التنظيمات تسعى لتكوين ميليشيات في شرق ليبيا لمواجهة الجيش المصرى خاصة أن عدة آلاف من المصريين انضموا إليها هناك.

الحديث إذًا عن نصر حاسم حققته مصر عبر القضاء على حكومة الإخوان على هذا المشروع، أمر سابق لأوانه خاصة أن هذا التحالف الشيطاني ما زال يحظى بدعم الولايات المتحدة التي وقفت موقفا سلبيا من التحركات المناهضة لجماعة الإخوان التي قامت بها بعض الدول الخليجية.

ما زال هذا التحالف الشيطاني يحظى بدعم أمريكي وخليجي في سوريا حيث يتدفق المال والسلاح إلى هذه الجماعات التي ما تزال قادرة على القتال وشن الهجمات انطلاقا من الأراضي التركية باتجاه اللاذقية، وهي المعارك التي ما تزال دائرة بعنف وشراسة غير مسبوقة وإصرار على مواصلة الهجوم مهما بلغ حجم الخسائر التي تتعرض لها تلك الجماعات الإرهابية.

لم يسقط المشروع الصهيو أمريكي العثماني المصمم أساسا لحماية إسرائيل وضمان أمنها بعدُ، ولا يمكن لأحد أن يتحدث عن نهاية وشيكة لهذا المشروع ما لم يهزم نهائيا في سوريا.

ستبقى أمريكا مصرة ومصممة على إقامة الهلال الإخواني فهو الأقدر دون غيره على مواصلة التهييج وإشعال الفتن وتقسيم المنطقة طائفيا لأن هذا يعد ضمانة لأمن إسرائيل ومبررا لوجودها كدولة لليهود دون غيرهم، وإذا كان العرب يقتلون أنفسهم من أجل الدين أو المذهب، فمن الطبيعي أن يكون من حق اليهود إقامة دولة النقاء الديني وسط غابة من الوحوش آكلة القلوب والأكباد. وما زال الصراع مستمرا.
الجريدة الرسمية