رئيس التحرير
عصام كامل

الشاعر "عمر الخيام".. ما بين الإيمان والإلحاد


رباعياته أثارت جدلا واسعا مما دفع البعض لاتهامه بالإلحاد، كونها تدعو إلى اللهو والمجون، بينما يرى الفريق الأكبر أنه مات مسلمًا، مستمدًا استنتاجه من سيرة الخيام ومؤلفاته ومن رافقه العلماء.


إنه الشاعر غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام المعروف بعمر الخيام، ولقب بذلك كون والده كان يعمل في صناعة الخيام.

فهو عالم وفيلسوف وشاعر فارسي مسلم، ويذهب البعض إلى أنه من أصول عربية، ولد في مدينة نيسابور، خراسان، إيران ما بين 1038 و1048 م، وتوفي فيها ما بين 1123 و1124 م، تخصَّص في الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ. وهو أول من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط وهو صاحب الرباعيات المشهورة.

رباعيات الخيام تراوحت بين الإيمان والإلحاد وبين الدعوة للمجون والدعوة للهو وبين طلب العفو من الله وإعلان التوبة؛ لذا اختلف العلماء في تصنيفه والأرجح أنه لم يخرج عن المألوف إنما هي صرخة في وجه الظلم والأمور الدخيلة على الدين الإسلامي في عصره.

تعد رباعيات الخيام مقطوعة شعرية بالفارسية، مكونة من أربعة أبيات، يكون الشطر الثالث فيها مطلقا بينما الثلاثة الأخرى مقيدة.
فقد كان في أوقات فراغه يتغنى برباعياته، ونشرها عنه من سمعها من أصدقائه، ويرى البعض أنها لا تنادي إلى التمتع بالحياة والدعوة إلى الرضا أكثر من الدعوة إلى التهكم واليأس، وهذه وجهة نظر بعض من الناس، وقد يكون السبب في ذلك كثرة الترجمات التي تعرضت لها الرباعيات، بالإضافة إلى الإضافات بعد أن ضاع أغلبها.

في حين ترى وجهة أخرى أن هناك اختلافا على كون الرباعيات تخص عمر الخيام فعلا، فهي قد تدعو بجملتها إلى اللهو واغتنام فرص الحياة الفانية، إلا أن المتتبع لحياة الخيام يرى أنه عالم جليل وذو أخلاق سامية، لذلك يعتبر بعض المؤرخين أن الرباعيات نسبت خطأ للخيام، وقد أثبت ذلك المستشرق الروسي زوكوفسكي.
الجريدة الرسمية