«الضرب بالحذاء» ظاهرة للاعتراض على السياسة.. بدأت ببوش الابن وبول بريمير.. وانضم إلى القائمة أردوغان وهيلاري كلينتون ونجاد وسفير إسرائيل بالسويد.. القذف بالحذاء شبه مألوف في "مصر والعراق وإس
يبدو أن الرشق بالحذاء أصبح ظاهرة لكل من يريد الاعتراض على فعل لم يلق إعجابه ليتحول هذا المشهد أمام الكاميرات إلى وسيلة سريعة يعبر بها الشخص عن غضبه من مسئول حكومي أو وزير أو حتى رئيس جمهورية ولم لا وهذه الوسيلة ستجعله أكثر شهرة وربما تحقق له مطلبه دون معاناة.
تعددت حوادث التعامل مع المسئولين الحكوميين من خلال الرشق بالأحذية وكان آخرها ما حدث مع هيلاري كيلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، التي سخرت بدورها من الحادث، وذلك خلال مؤتمر في لاس فيجاس، بولاية نيفادا غربي الولايات المتحدة واعتقلت الشرطة المرأة.
وألقت سيدة حذاء باتجاه كلينتون خلال مداخلة للأخيرة في مؤتمر معهد صناعات إعادة تصنيع النفايات، ولم تصب كلينتون وتجاوز الحذاء رأسها بسنتيمترات قليلة، ومازحت الجمهور على الفور بعد الحادث قائلة: "لحسن الحظ أنه ليس أفضل مني"، وحظيت بتصفيق الحاضرين في القاعة، وأضافت وهي تضحك: "لا أعتقد أن إدارة النفايات هي -أيضا- مثار جدل".
أصبحت الأحذية في الآونة الأخيرة أحد أشهر وسائل التعبير عن الرأي وكوسيلة للرفض والمعارضة إما ضد نظام كامل أو ضد شخص معين يتبع هذا النظام.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مسئول أمريكي للضرب بالحذاء، ورشق شخص عراقي جورج بوش الرئيس الأمريكي الأسبق بالحذاء أثناء زيارته لبغداد لدرجة أن هذا الشخص وحذاءه بلغا شهرة عالمية ومن جانبه علق بوش قائلا :"هذا أغرب ما تعرضت له".
وقبل هذا الحادث تواجدت صيغة الاعتراض بالحذاء دون الرشق به مثلما حدث في أكتوبر عام 1960 خلال جلسة تحضيرية للجمعية العمومية للأمم المتحدة ظهر فيها السكرتير الأول للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي السابق نيكيتا خورشوف، وهو يطرق بحذائه على منصة الأمم المتحدة.
وجاء ذلك اعتراضًا على الخطاب الذي ألقاه رئيس الوفد الفلبيني لورنزوسومولونج، الذي أكد فيه تأييد بلاده استقلال دول أوربا الشرقية عن موسكو "التي تم ابتلاع حقوقها من قبل الاتحاد السوفيتي ".
أيضا في لندن قذف شاب عراقي الحاكم المدني الأمريكي السابق للعراق بول بريمر، وظهر شريط عرضه موقع "العربية نت " لبريمر كان يتحدث في لقاء نظمته جمعية "هنري جاكسون" داخل إحدى قاعات البرلمان البريطاني، وحضره صحفيون وسياسيون وعدد من أبناء الجالية العراقية، وبينهم كان شاب اسمه ياسر السامرائي فطلب إذنًا ليطرح سؤالًا على بريمر الذي بدا مهتمًا بما سيقول،.
وبدأ السامرائي حديثه عن مولده ونشأته في العراق وأخبره بأنه يحمل إليه رسالتين "واحدة من صدام حسين وواحدة من الشعب العراقي"، فاهتم بريمر أكثر، إلا أن السامرائي عاجله بفردة من الحذاء كانت كما التسديدة الكروية الضعيفة نحو المرمى، فبالكاد وصلت إلى الطاولة التي كان يجلس عندها بريمر، لذلك أطلق ابتسامة بطعم الضحكة المنتصرة تقريبًا.
ولم يتوقف "السامرائي" عند هذا الحد ولكنه قذف الفردة الثانية بعزيمة زادت قليلا عما ينبغي، وتطايرت نحو بريمر البالغ " 71 سنة"، من دون أن يكون لها حظ أو نصيب بلمس شعرة منه، لأنها مضت إلى أعلى المكان، وتشبه ضربة الجزاء التي تتوجه كرتها نحو المدرجات بدلًا من المرمى القريب أمامها.
وكاد بريمر يدرك الفردة حين نهض مادا يديه إلى الأعلى ليلتقطها، لكنها لامست أطراف أصابعه واصطدمت بالجدار، فعاد إلى مكانه يضحك وقال له: "عليك بتحسين تصويبك إذا أردت القيام بخطوة من هذا النوع" ورد السامرائي بعد أن سيطروا عليه: "اللعنة عليك وعلى ديمقراطيتكم المزيفة.. دمرتم بلدي ولن تفلتوا" ثم اقتادوه مكبل اليدين.
وسرعان ما أخرجت قوات الشرطة "بريمر" من القاعة، واحتجزت السامرائي وأفرجوا عنه مشروطًا بعدم حضوره مستقبلا أي لقاء أو نشاط داخل مجلس العموم البريطاني، بحسب ما كتبوا في بعض وسائل الإعلام البريطانية.
أما تعرض الرئيس الإيراني أحمدى نجاد للرشق بالحذاء خلال زيارته التاريخية المؤخرة بمصر،على يد شاب سوري حاول التهجم جسديًا على الرئيس الإيراني أثناء خروجه من مسجد الحسين إلا أن قوات الأمن سيطرت على الحدث.
فعند خروج نجاد من المسجد قابله شاب يتحدث بلهجة تبدو سورية وحاول التهجم على الرئيس الإيراني رافعا حذاءه، غير أن الأمن المصري حال دون ذلك وألقى القبض عليه، ومن بين العبارات التي رددها الشاب عبارات تهاجم إيران لموقفها الداعم لرئيس النظام السوري بشار الأسد من قبيل "قتلتم إخواننا".
وفي فبراير 2010 قُذف رجب طيب أرودوغان رئيس وزراء تركيا بحذاء رجل سوري، لا يتمتع بأي إقامة قانونية في إسبانيا "مقيم بالأسود".
أما إسرائيل تكرر معها الحادث مرتين المرة الأولى حينما تم إلقاؤه على السفير الإسرائيلي بالسويد أثناء اجتماع لطلبة جامعة استوكهولم وذلك أثناء حديثه عن الحرب الأخيرة على قطاع غزة والتي راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين ما بين قتيل وجريح.
كذلك تم إلقاء حذاء على أحد ضباط الجيش الإسرائيلي في أمستردام من قبل متظاهرين فلسطينيين وأصابوه في رأسه.
وأثناء مداولات في المحكمة العليا الإسرائيليةً رشق أحد الحضور رئيسة المحكمة وأصابها الحذاء وسط ذهول وصدمة الحضور في قاعة المحكمة وحاول المواطن الإسرائيلي الذي ألقى الحذاء الخروج على الفور من قاعة المحكمة، ولكن الأمن الموجود استطاع القبض عليه.
أيضا لم تخل الساحة السياسية في مصر من مشهد "ضرب الجزمة" فمن بينها اتهام المستشار مرتضى منصور المرشح الرئاسي المحتمل برفع حذائه خلال نهائي كأس مصر بين الأهلي والزمالك لكن المحكمة برأت منصور من التهمة.
كما وجهت إلى طلعت السادات، عضو مجلس الشعب المستقل سابقا بإلقاء حذائه على أحمد عز، رئيس لجنة الخطة والموازنة بالمجلس حينها، بعد مشادة كلامية اتهم فيها السادات عز بالحصول على 15 ألف فدان من أراضي الدولة بسعر خمسة جنيهات للمتر، وأنه تسبب في سقوط البورصة المصرية وقتها.
أيضا قام النائب الإخواني أشرف بدر الدين بخلع حذائه ومحاولته ضرب نائب الحزب الوطني السيناوي نشأت القصاص احتجاجا على كلامه حول اتهامه للإخوان وبأنهم يعملون لصالح أعداء الوطن، وهو ما اضطر "بدر" بخلع حذائه لقذف القصاص به.
ولم تكن هذه الواقعة التي شهدها المجلس فقط، بل في اليوم التالي كان نفس التصرف من النائب الإخواني على لبن، بعدما قررت الحكومة حذف الرموز الوطنية من المناهج الدراسية، وهو ما اضطر "لبن" للقيام بمثل هذا التصرف كأداة اعتراض.