رئيس التحرير
عصام كامل

ارجع يا ريس إحنا كنا بنهزر


فى خضم الأحداث الملتهبة والسريعة التى تحدث كل يوم بل كل لحظة، وفى مثل هذه الأيام منذ عامين مضيا كان ميدان التحرير يعج بآلاف المتظاهرين الشرفاء، الذين خرجوا يطالبون برحيل الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، ورأينا وسمعنا جميعًا تلك الإفيهات الساخرة التى لم ولا ولن تغيب عن الشعب المصرى حتى فى أحلك الظروف، والأزمات، ولعلنا سمعنا وقرأنا وشاهدنا لافتات من عينة "ارحل بقى.. عاوز استحمى" أو "نفسى أروح بيتنا" أو "ارحل ياغبى.." وكلها كلمات وإن كانت توحى بالسخرية من رأس النظام السابق، إلا أنها لم تتحقق على أرض الواقع، خصوصًا أن الشعب بات فى حالة يأس وإحباط مما حدث بعد الثورة، فلا فرص عمل تحققت، ولا عدالة اجتماعية بانت، بل إن الكرامة الإنسانية التى كانت أحد شعارات الثورة.. تم انتهاكهاعلى مرأى ومسمع من الداخل والخارج، وقضية المسحول ليست ببعيدة، كما أن الحكومة مؤخرًا ولتحقيق أحد أهداف الثورة وهو "عيش" سعت وبكل السبل، لتحقيق هذا الهدف، من خلال فرض 3 أرغفة فى اليوم للمواطن، ولبورسعيد المثل فى ذلك حيث يجرى الآن تنفيذ هذه التجربة، التى تتمنى الحكومة نجاحها، وتعميمها على مستوى الجمهورية، وهو الأمر الذى دعا المواطنين البسطاء للدعاء للرئيس السابق، الذى وقف صلبًا منيعًا أمام مطالبات العديد من المنظمات الاقتصادية الدولية رفع الدعم عن بعض السلع وكان من بينها رغيف الخبز وهو مالم يقبل به المخلوع.. كما باتت قطاعات عريضة من الشعب تتمنى عودة المخلوع، بعد العديد من الأزمات التى لم يستطع الرئيس الحالى وجماعته وحكومات مابعد الثورة حلها ومنها الانفلات الأمنى الذى يعد أحد الأخطار الكبيرة التى لاتهدد المواطنين المصريين بحسب، بل باتت تهدد المستثمرين أيضًا، خاصة فى ظل انتشار المجموعات المسلحة، وعمليات السطو المتكررة على المنشآت العامة، وسيارات المواطنين الخاصة، بل وممتلكاتهم فى ظل انفلات أمنى غير مسئول نكتوى نحن بتداعياته، بالإضافة إلى الانفلات الأخلاقى الذى بدأ يظهر بقوة الآن فى أماكن تجمعات الثوار، والميادين العامة خاصة بعد عمليات التحرش الأخيرة، إلى جانب غياب بل وتضاؤل فرص العمل، فى ظل عزوف المستثمرين، وخوف رجال الأعمال من ضخ استثمارات جديدة فى شريان الاقتصاد، خوفًا من حالة عدم الاستقرار، التى نحياها، وكثرة التظاهرات، والمطالب التى أصبحت سيفًا مسلطًا على الرئيس، وحكومته، وجماعته، خاصة بعدما أظهرت النتائج حتى الآن عدم قدرة الحكومة والرئيس والجماعة على السيطرة على الشارع وتحقيق بعض مطالب الثوار، وهو الأمر الذى بات يحقق المقولة الساخرة الثقيلة "ارجع ياريس إحنا كنا بنهزر".



الجريدة الرسمية