الطريق إلى الإلحاد!
الجهل بالدين الإسلامي أول الطريق للإلحاد.. يتوقفون جميعا عند تفسيرات القرن الأول للإسلام.. ويتخذونها - ظلما وجهلا - دليلا على تهافت الإسلام وعدم صلاحيته.. ولا يعرف الجاهل منهم أصلا الفرق بين تعاليم الإسلام وبين دروس بعض شيوخ الإسلام وفهمهم القاصر المنحرف له.. لا يعرف الجاهل منهم الفرق بين الأصول والفروع.. ولا بين السنة والحديث..
وفي السنة لا يعرف الجاهل منهم الفرق بين السنة العملية الفعلية وبين السنة القولية..وفي الحديث لا يعرف الجاهل منهم الفرق بين المتواتر والآحاد.. ولا الحسن والمشهور.. ولا يعلم شيئا عن الفرق بين متن الحديث (أي نص الحديث نفسه) وبين صحة سلسلة الرواة له.. بل ولا يعرف شيئا أصلا عن علم الجرح والتعديل المختص بفهم ودراسة الحديث الشريف.. وفي علوم القرآن لا يعرف الجاهل شيئا عن علوم الناسخ والمنسوخ ولا علم أسباب النزول (سبب نزول الآيات وأسماها الإمام على مناسبات النزول) ولا يعرف أصلا أنها في الأساس علوم بشرية خالصة يرفضها ويرفض وجودها البعض من دون أن يطعن ذلك في إيمانهم ولا إسلامهم شيئا..
هؤلاء.. يخلطون - أحيانا - بين التحريم والنهي.. وبين الفرض والمندوب.. وبين المحكم والمتشابه.. وبين الحقيقي والمجاز.. يعتبرون الخرافة تفسيرا..والتخريف فتاوى.. والتهريج دعوة.. والجنون أحكاما.. والتخلف العقلي تعاليم وتعليمات.. ولذلك تكون حصونهم هشة عند أول اختبار.. تتساقط ويسقطون..لا مناعة ولا مقاومة.. يبحثون عن مبرر للظلم الذي حولهم.. يبحثون عن راحة تقيهم شر ضميرهم الذي يأن بفعل المتناقضات.. ولا يدركون أنها كلها لعدم الالتزام بالأديان التي ندعو جميعها للصدق والأمانة والكرم والرفق والخير والمحبة والتسامح والرحمة والتراحم والتكافل والتداعي عند الشدائد ونبذ الظلم والبغضاء والبغي والكراهية..وأن الأزمة ليست من الأديان إنما ممن يدعون فهمها وتمثيلها والحديث عنها..وهم لا يقلون جهلا عن الملحدين.. كلاهما انحرف وتطرف.. وكلاهما لم يعرف شيئا عن دين الله العزيز الحكيم !!!
فتش عن الطفولة والأسرة والتربية.. واسأل عن القدوة والنموذج والمثال.. ثم ابحث عن كم الضغوط والأعباء.. لتعرف أسباب ظاهرة خطيرة وسيئة.. هي أصلا أفيون كل اللاجئين إليها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!