رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. غابة تحتضن أشجارها الأسلحة بين تكويناتها


فيما يبدو أنه اعتراض صامت من الطبيعة على ما اقترفه البشر من جرائم دموية عبر حروبه ونزاعاته، تشكل إحدى الغابات الروسية معرضًا مفتوحًا ليظل شاهدًا على واحدة من أكثر معارك الحرب العالمية الثانية عنفًا.


ففي هذه البقعة المعروفة باسم "نيفسكي بياتاتشوك"، القريبة من معبر نيفا، والذي كان موقع واحد من الحملات الأكثر أهمية خلال الحصار المدمر للينجراد، الذي استمر من سبتمبر 1941 إلى مايو 1943، وخسرت فيه روسيا 260 ألف جندي، احتضنت الأشجار مخلفات هذه المعارك، من أسلحة ومعدات، بين تكويناتها، فبدت وكأنها جزء لا يتجزأ من جذوعها.

وتستطيع أن تلمح بنادق، وقذائف مدفعية، وقنابل يدوية، ومعاول تبرز من بين الجذوع التي احتضنتها بشكل عجيب، بدا وكأنه احتجاج على حماقات الإنسان.

واحدة من أقوى المشاهد تلك التي تظهر فيها خوذات الجنود وقد نبتت جذوع الأشجار ونمت من داخلها، وتفسير ذلك أن أصحاب تلك الخوذات، لقوا مصيرًا مأساويًّا من خلال رصاصات اخترقت خوذاتهم، وعند سقوطهم أرضًا تصادف أن سقطت تلك الخوذات أعلى براعم شجرية، أخذت تلتمس طريقها للنور من خلال الثقوب التي أحدثتها الرصاصات، ومن ثم أخذت في النمو والخوذات تحيط بجذوعها.

ووفقًا لبعض التقديرات، فقد الاتحاد السوفيتي نحو 20 مليون شخص، سواء من المدنيين أو العسكريين، في معارك الحرب العالمية الثانية على مدى أربع سنوات بين 1941 و1945. منها 14 مليونًا على الأقل من الجنود والضباط.
الجريدة الرسمية