رئيس التحرير
عصام كامل

تبادل الاتهامات والتهديدات بين روسيا والناتو بشأن أوكرانيا


اتهمت موسكو حلف الناتو باستغلال أزمة أوكرانيا لتحسين صورته وتبرير وجوده من خلال حشد أعضائه لمواجهة "تهديد خيالي". جاء ذلك ردا على تهديد بـ"عواقب وخيمة" أطلقها أمين عام الحلف لروسيا إذا لم تسحب قواتها من حدود أوكرانيا.

و اتهمت وزارة الخارجية الروسية حلف شمال الأطلسي اليوم الخميس باستغلال الأزمة في أوكرانيا لتحسين صورته لدى الأعضاء وتبرير وجوده من خلال حشد هذه الدول لمواجهة تهديد خيالي. وقالت الوزارة إن تصريحات راسموسن بشأن أوكرانيا صدامية وأن الحلف لم يقدم في الأشهر الأخيرة أي أجندة بناءة لأوكرانيا مما زاد من الاضطراب في المنطقة.

وأضافت الوزارة أن "الاتهامات المستمرة ضدنا من جانب الأمين العام تقنعنا بأن الحلف يحاول استغلال الأزمة في أوكرانيا لتوحيد صفوفه في مواجهة خطر خارجي خيالي على أعضاء حلف شمال الأطلسي وتعزيز الطلب على الحلف... في القرن الواحد والعشرين."

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فو راسموسن اليوم الخميس إن روسيا يجب أن تسحب قواتها من الحدود الأوكرانية إذا أرادت بدء حوار بشأن الأزمة الراهنة. وأضاف مهددا، في مؤتمر صحفي خلال زيارة لجمهورية التشيك، إن أي إجراء عسكري آخر تقوم به روسيا سيؤدي إلى عواقب وخيمة وعقوبات اقتصادية قاسية. وتابع راسموسن أن عمليات الرصد التي قام بها الحلف أظهرت أن روسيا لديها نحو 40 ألف جندي قرب حدود أوكرانيا.

وعلق حلف الأطلسي كل أشكال التعاون العسكري والمدني مع روسيا، لكنه قال إن الحوار السياسي يمكن أن يستمر على مستوى السفراء أو مستوى أعلى وذلك منذ أن ضمت روسيا منطقة القرم الشهر الماضي. وقيد التحالف العسكري الغربي دخول الدبلوماسيين الروس إلى مقره، كما أنه يراجع اتفاقية للتعاون وقعت في عام 1997 مع روسيا، وإعلان روما الذي تلى ذلك في عام 2002 والذي منع إقامة قواعد في شرق ووسط أوربا. وردت روسيا باتهام الحلف بالتصرف من منطلق عقلية الحرب الباردة وعبرت عن قلقها بشأن إمكانية نشر قوات الحلف في شرق أوربا بصفة دائمة.

ونفى حلف شمال الأطلسي أمس تقارير روسية بشأن عزمه نشر قوات عسكرية قوية بالقرب من حدود روسيا. وقال ألكسندر فيرشبو، نائب الأمين العالم لحلف شمال الأطلسي، عبر حسابه على موقع تويتر للتدوينات القصيرة الأربعاء: "أرفض ادعاءات نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف". جاء ذلك في سياق رد فيرشبو على تصريحات أنتونوف، التي ذهب فيها إلى أن "روسيا علمت بأمر خطط بعض الدول الأعضاء في الحلف بشأن نشر وحدات عسكرية قوية على أراضيها بالقرب من حدودنا".

وأشار فيرشبو إلى أن روسيا أمرت 40 ألف جندي روسي بالتوغل داخل الحدود مع أوكرانيا وقال: "نتخذ خطوات مشروعة للرد على حالة عدم الأمن التي نتجت عن التصرف الروسي غير المشروع". كما رأى فيرشبو أن جميع تعزيزات الحلف تتوافق بشكل تام مع المعاهدة المبرمة بين الناتو وروسيا والتي تنص على تخلي الحلف عن نشر قوات دائمة في دول أوربا الشرقية الأعضاء به، ولكنها تسمح صراحة بتعزيز قوات هذه الدول من قبل حلف الناتو.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية