رئيس التحرير
عصام كامل

"نهج البردة المباركة " قصيدة لـ " سيد سليم "




أ هزك الشوقُ نحوَ البيتِ والحرمِ = فبتَ تشكو حديثَ الشوقِ للقلمِ

أم هل رأيت حِراءَ الوحي مبتهجًا = بما رآه من الأنوار والحِكَمِ


أمْ النسيم هفا من روضة عَظُمَتْ = أمْ نورُ أحمدَ يدعو سائرَ الأُممِ

ما بالُ دمعُكَ يجلو القلبَ محتسبا = بُعْدَ المسافاتِ، ما للشوقِ في ضَرَمِ

داران حازا حديثَ العشقِ من زمنٍ = يا مكةَ الحبِ، أو يا طَيْبَةَ الكَرَمِ

خيرُ البلادِ من الدنيا وأطهرُها = دارٌ لمولده، دارٌ لمُخْتَتَمِ

غاران فازا بأنوارِ الهدى شرفا = للوحيِ والهجرةِ الغراء في شَمَمِ

حراء يذكرُ بَدْءَ الوحي مبتهجا = وثورُ يروي حديث الأمنِ والعِصَمِ

يا طَيْبَةَ الحبِ والأنوارِ يا أملًا = لكلِ قلبٍ سعى في ساحة الحَرَمِ

هل تُبلغين سلامي سادةً عَظُموا = حَلُّوا البقيع فحاكى الخُلدَ في نِعَمِ

يا سيد الخلق أنت الحبُ يا أملًا = للكونِ، أنت انتظارُ الكونِ من قِدَمِ

وأنت دعوةُ إبراهيمَ مبتهلًا = بشرى المسيحِ، إمامُ الرسْلِ كلهم

عمَّت بمولدك الأنوارُ فابتهجت = أرضٌ، سماءٌ وصار الكون في هِمَمِ

جاءت رسالتُك الغراءُ راحمةً = للعالمين فيا فوزًا لِمُغتنِمِ

شاء الإلهُ لنا خيرا فكنتَ لنا = مِسكَ الختامِ فصرنا خيرةَ الأُمَمِ

قد جئتنا بكتابٍ فيه عزتنا = العزُ في غيره كالعز بالرَغَمِ

وجئتَ بالسنة الغراءِ موردُها = حديث قلبِ سما في الحُكْمِ والحِكَمِ

أنعم بنورين قد عما الدُنا كرما = برحمةٍ من إلهٍ واهبِ النعم

اقرأ بداية وحي من رسالته = جبريل يروي حديثَ العِلْم للعَلَمِ

ما كنتَ تتلو كتابا قبله أبدا = وما خططتَ كلامًا قطُ بالقلمِ

أميةٌ وهي في التحقيق معجزةٌ = كي لا يكون لأهل الريب من تُهَمِ

أعطاك مولاك علما لا نظيرَ له = وبِاسْمِ ربك وحيٌ غيرُ منصرمِ

علمٌ من الله محروسٌ بعصمته = وعصمة اللهِ تعزيزٌ لمعتصمِ

على صراط الهدى لَقَنْتَنَا حُجَجا = كيما نسيرُ بلا ظُلْمٍ ولا ظُلَمِ

ربيت يا سيدي قومًا لهم هِمَمٌ = كالأسْدِ في هيبةٍ والغيثِ في كَرَمِ

هم الأشداءُ في حربِ العِدا ولهم = نُبلُ المجاهدِ ما حادوا عن القِيَمِ

وبينهم رحماءُ الطبعِ عن صلةٍ = فلُحْمةُ الدين تعلو لُحْمةَ الرَحِمِ

هم أهلُ بيتكَ والأصحابُ هم سبقوا = وعطَّروا الكونَ بالأفعالِ والشِيَمٍ

يا سيدي قد بعثتَ العدلَ في زمنٍ = تداول الناس فيه الظلمَ في غَشَمِ

وعمَ عدلُك كل الناسِ لا أحدٌ = فوقَ الحقوقِ ولا ظُلمٌ لمتهَمِ

يا سيدَ الخَلْقِ والأخلاقِ يا سندًا = إذا ادلهمت خطوبُ الهولِ في عَمَمِ

وفر من أهله الإنسانُ في فزعٍ = وأذهل الهولُ أهلًا عن فروعهمِ

كنتَ الشفيع لنا أنت الرؤوف بنا = أنت الرحيم بنا، يا خيرَ مُحترَمِ

رباه صلِ وسلمْ ما أردتَ على = رمزِ الكمالِ وأهل البيت كلِهمِ

الجريدة الرسمية