"نهج البردة المباركة " قصيدة لـ " سيد سليم "
أ هزك الشوقُ نحوَ البيتِ والحرمِ = فبتَ تشكو حديثَ الشوقِ للقلمِ
أم هل رأيت حِراءَ الوحي مبتهجًا = بما رآه من الأنوار والحِكَمِ
أمْ النسيم هفا من روضة عَظُمَتْ = أمْ نورُ أحمدَ يدعو سائرَ الأُممِ
ما بالُ دمعُكَ يجلو القلبَ محتسبا = بُعْدَ المسافاتِ، ما للشوقِ في ضَرَمِ
داران حازا حديثَ العشقِ من زمنٍ = يا مكةَ الحبِ، أو يا طَيْبَةَ الكَرَمِ
خيرُ البلادِ من الدنيا وأطهرُها = دارٌ لمولده، دارٌ لمُخْتَتَمِ
غاران فازا بأنوارِ الهدى شرفا = للوحيِ والهجرةِ الغراء في شَمَمِ
حراء يذكرُ بَدْءَ الوحي مبتهجا = وثورُ يروي حديث الأمنِ والعِصَمِ
يا طَيْبَةَ الحبِ والأنوارِ يا أملًا = لكلِ قلبٍ سعى في ساحة الحَرَمِ
هل تُبلغين سلامي سادةً عَظُموا = حَلُّوا البقيع فحاكى الخُلدَ في نِعَمِ
يا سيد الخلق أنت الحبُ يا أملًا = للكونِ، أنت انتظارُ الكونِ من قِدَمِ
وأنت دعوةُ إبراهيمَ مبتهلًا = بشرى المسيحِ، إمامُ الرسْلِ كلهم
عمَّت بمولدك الأنوارُ فابتهجت = أرضٌ، سماءٌ وصار الكون في هِمَمِ
جاءت رسالتُك الغراءُ راحمةً = للعالمين فيا فوزًا لِمُغتنِمِ
شاء الإلهُ لنا خيرا فكنتَ لنا = مِسكَ الختامِ فصرنا خيرةَ الأُمَمِ
قد جئتنا بكتابٍ فيه عزتنا = العزُ في غيره كالعز بالرَغَمِ
وجئتَ بالسنة الغراءِ موردُها = حديث قلبِ سما في الحُكْمِ والحِكَمِ
أنعم بنورين قد عما الدُنا كرما = برحمةٍ من إلهٍ واهبِ النعم
اقرأ بداية وحي من رسالته = جبريل يروي حديثَ العِلْم للعَلَمِ
ما كنتَ تتلو كتابا قبله أبدا = وما خططتَ كلامًا قطُ بالقلمِ
أميةٌ وهي في التحقيق معجزةٌ = كي لا يكون لأهل الريب من تُهَمِ
أعطاك مولاك علما لا نظيرَ له = وبِاسْمِ ربك وحيٌ غيرُ منصرمِ
علمٌ من الله محروسٌ بعصمته = وعصمة اللهِ تعزيزٌ لمعتصمِ
على صراط الهدى لَقَنْتَنَا حُجَجا = كيما نسيرُ بلا ظُلْمٍ ولا ظُلَمِ
ربيت يا سيدي قومًا لهم هِمَمٌ = كالأسْدِ في هيبةٍ والغيثِ في كَرَمِ
هم الأشداءُ في حربِ العِدا ولهم = نُبلُ المجاهدِ ما حادوا عن القِيَمِ
وبينهم رحماءُ الطبعِ عن صلةٍ = فلُحْمةُ الدين تعلو لُحْمةَ الرَحِمِ
هم أهلُ بيتكَ والأصحابُ هم سبقوا = وعطَّروا الكونَ بالأفعالِ والشِيَمٍ
يا سيدي قد بعثتَ العدلَ في زمنٍ = تداول الناس فيه الظلمَ في غَشَمِ
وعمَ عدلُك كل الناسِ لا أحدٌ = فوقَ الحقوقِ ولا ظُلمٌ لمتهَمِ
يا سيدَ الخَلْقِ والأخلاقِ يا سندًا = إذا ادلهمت خطوبُ الهولِ في عَمَمِ
وفر من أهله الإنسانُ في فزعٍ = وأذهل الهولُ أهلًا عن فروعهمِ
كنتَ الشفيع لنا أنت الرؤوف بنا = أنت الرحيم بنا، يا خيرَ مُحترَمِ
رباه صلِ وسلمْ ما أردتَ على = رمزِ الكمالِ وأهل البيت كلِهمِ