رئيس التحرير
عصام كامل

«مفتني الفتنة» قريبًا خارج قطر.. «القرضاوي» بات يمثل «ثقلا» على الدوحة بسبب عدائه لدول الخليج ومصر.. تونس أقرب لـ«شيخ الإخوان» لقربه من راشد الغنوشي.. وتركيا قد


خصصت قناة «فرانس 24» الفرنسية، الأربعاء، تقريرًا حول مصير الداعية يوسف القرضاوي، وما إذا كان سيستقر بتونس من عدمه، بعد أن أشارت مصادر عدة أنه بات يمثل ثقلا على قطر.


وذكرت «فرانس 24» أن عدة مصادر تشير إلى أن الداعية يوسف القرضاوي أصبح يمثل ثقلا على صناع القرار في قطر حيث يقيم، وذلك بسبب تبنيه لمواقف صريحة معادية لحكومات خليجية مجاورة ولمصر ورجلها القوى عبدالفتاح السيسي خاصة بعد عزل الرئيس محمد مرسي إثر احتجاجات شعبية حاشدة، ما جعل قطر تعيد النظر في وضع القرضاوي على أراضيها.

وأشارت القناة الفرنسية إلى أن يوسف القرضاوي يعتبر من أبرز دعاة جماعة «الإخوان»، ويعتبره البعض منظرا للإسلام السياسي ومساندا لكل الحركات السياسية ذات الخلفية الإسلامية سواء كانت الجهادية المسلحة في سوريا التي تقاتل ضد نظام بشار الأسد، أو السياسية في تونس من خلال دعم حركة النهضة، وفي مصر من خلال دعم الإخوان، وحتى في تركيا التي فاز فيها رجب طيب أردوغان بالانتخابات البلدية فأرسل له «القرضاوي» مهنئا مؤكدا له أنه سجد لله شاكرا.

وأضافت أنه مع تغير المعطيات السياسية في المنطقة، فإن مواقف الداعية الإسلامي الذي يتميز بنشاطه الإعلامي وكثرة تصريحاته المعادية للإمارات ومصر سواء على تويتر أو من خلال ظهوره الإعلامي عبر قناة الجزيرة القطرية أو حتى من خلال لقاءاته الصحفية، قد تكون عوامل جعلت السلطات القطرية تشعر بوطأة هذه الشخصية وخطورتها على صورة قطر الذي وصفت إبان اندلاع ثورات الربيع العربي بكونها القوة الإقليمية الجديدة في المنطقة، إلا أن عوامل جديدة غيرت المعطيات السياسية بعد اعتبار «الإخوان» منظمة إرهابية في مصر وفي السعودية، وإخفاق نموذج الإسلام السياسي في دول الربيع العربي كتونس ومصر، وصمود نظام بشار الأسد بعد ثلاث سنوات من الحرب.

وكل ذلك قد يدفع القطريين إلى تغيير مواقفهم السياسية، ومواقفهم من رئيس مجلس علماء المسلمين، ما يمهد الطريق نحو رحيله -رغما عنه- عن الأراضي القطرية.

وتساءلت الإخبارية الفرنسية عما إذا كان «القرضاوي» سيستقر بتونس لاسيما مواقع عربية نقلت مؤخرا خبرا مفاده أن القرضاوي قد يستقر في تونس لفترة زمنية معينة قد تكون عدة أشهر، غير أن هذا النبأ لم يؤكد من جانب قطر أو تونس.

نقلت «فرانس 24» عن المحلل السياسي الكويتي عبدالواحد الخلفان قوله إن «سحب بعض دول الخليج لسفرائها من قطر واللقاءات قبل القمة العربية أكدت أن يوسف القرضاوي كان من بين أسباب التوتر التي دفعت الرياض وأبوظبي والمنامة لاتخاذ هذا القرار، بسبب خطب وتغريدات القرضاوي المعادية للأنظمة الخليجية وللنظام المصري والتي يعتقد أنها ترسل إشارات موجهة لتحريض الإخوان المسلمين في مصر على بث الفوضى والعنف، لذلك طالبت دول خليجية قطر بتحجيم القرضاوي ومنعه من أداء خطب الجمعة وأعلنت أنه غير مرحب به خليجيا، فضلا عن رفض دول الخليج لتغطية قناة الجزيرة الإعلامية للأحداث الإقليمية المنحازة للإسلاميين».

وأضاف المحلل أن ذلك قد يكون دفع قطر لضرورة مراجعة موقفها من القرضاوي، مشيرا إلى أنه لوحظ مؤخرا تغير في تعامل وتغطية قناة الجزيرة للأحداث في مصر والمنطقة وميلها نحو التهدئة، مما يوحى بحدوث تغير في المواقف.

وأعرب المحلل الكويتى عن اعتقاده بأن «القرضاوي» لا يملك خيارات كثيرة وأغلب الظن أن تحتضنه تونس، وذلك لقربه من حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي، ولأن تونس دولة عربية وإسلامية مستقرة عكس ليبيا مثلا التي قد لا تكون قادرة على توفير الحماية له لعدم استقرارها أمنيا.

وأضاف أن تركيا قد تكون الوجهة التالية لـ«القرضاوي» لكن لن تكون الوجهة التي يفضلها، كما أن أنقرة قد تكون في غنى عن وجوده لأن ذلك قد يدخلها في مشاكل مع الإمارات والسعودية والبحرين، ولن يوفر احتضان تركيا للقرضاوي هدوءا داخليا يحاول رجب طيب أردوغان التمتع به بعد فوزه على معارضيه في الانتخابات البلدية الأخيرة.
الجريدة الرسمية